
اللهم قد انتصف شهرك واكتمل هلاله اللهم كما بلّغتنا نصفه بلّغنا إكمال عدته وبلّغنا يارب ليلة القدر واكتبنا فيها من عتقائك من النار اللهم اغفر لنا تقصيرنا على مامضى من أيام شهر رمضان .. وأعنا جميعاً على ما تبقى منه .
ما زلنا نتجول في البلدن نتعرف على العادات والتقاليد في شهر رمضان وفي سماء الخليج بدت لسندباد شاهد الآن أبراج .
فلما بلغها فإذا هي على شارع الخليج العربي في مدينة الكويت ، فكان حديث من القلب للقلب كيف لا وقد وقع حب الكويت وأهلها في فؤاد السندباد .. فكانت له جولات في الكويت .
ولكن لنتعرف على ضيف حلقتنا الليلة:
الإسم : فيصل خزيم العنزي.
العمل : متقاعد من وزارة الكهرباء والماء.
العنوان: الكويت منطقة بيان .
ونتطرق لنبذة عن سيرته الذاتية في سطور:
عضو جمعية الصحفيين الكويتية.
الأمين العام للاتحاد الكشفي للبرلمانيين العرب.
عضو سابق في جمعية بيان التعاونية.
كاتب صحفي وله زاوية عنوانها نقطة منيرة في جريدة الشاهد الكويتية.
له مقالات كثيرة في الصحف العربية .
مدير مكتب النائب الدكتور عبدالله الطريجي في مجلس الأمة الكويتي 2012-2013-2020
ونتعرف على المكان الذي نشأ فيه ضيفنا :
سكن ضيفنا في منطقة بيان قبل 45 عام فهي تمثل له شيئاً كبيراً له جيران أعزاء وأصدقاء قريبين وذكريات جميلة ومن حبه لها جوالاته كلها تبدأ رقم منطقة بيان 538 .
وبيان تقع في محافظة حولي في الكويت وسميت بهذا الاسم بسبب ارتفاع أرضها عن المناطق المجاورة، فهي بائنة، وتقع المنطقة بالقرب من مشرف وسلوى والرميثية .
شهر شعبان بشارة لقدوم رمضان حدثنا عن ذلك وما تلمسونه في هذا الشهر ؟
شهر شعبان يُمثل لي فرصة عظيمة للاستعداد لرمضان فهو شهر تُرفع فيه الأعمال ويُسنّ فيه الصيام وتُغفر فيه الذنوب لمن اجتهد في الطاعات .. فعلينا اغتنام هذه الأيام المباركة بالإكثار من العبادات والتوبة الصادقة .
رؤية هلال رمضان من أجمل البشارات صف لنا ذلك ؟
رؤية هلال رمضان تمثل لي لحظة روحانية عظيمة تعلن بداية شهر الخير والرحمة والمغفرة .. ولحظة ينتظرها المسلمون بشوق حيث تحمل في طياتها مشاعر الفرح والسكينة إيذاناً ببدء موسم الطاعة والصيام والقيام ..
رؤية الهلال تذكرنا بقوله تعالى : “شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان”
فتُحيي في القلوب الشوق للقرآن والتقرب إلى الله .. كما أنها تُجسد وحدة المسلمين في استقبال الشهر المبارك بنفس الترقب والدعاء في منظر يُشعرنا بروابط الأخوة الإيمانية ..
ولحظة تجدد العهد مع الله حيث نتهيأ للصيام ونسأل الله القبول ونعقد النية على الإحسان في العبادة متمنين أن يكون هذا الشهر بداية خير وبركة لنا جميعاً .
حدثنا عن رمضان في الماضي واليوم مع تطور الحياة ؟
عندما كنا صغاراً كان كل شيء بسيطاً ..
الزمن الجميل ذلك الذي يحمل في طياته بساطة العيش وجمال العلاقات الاجتماعية زمنٌ لم تكن فيه الماديات تطغى على المشاعر ولم يكن الوقت يتسارع كما هو اليوم ..
كنا خمسة جيران والدي وجيرانه الخمسة، تجمعنا الألفة والمحبة لم تكن الأبواب موصدة بل كانت مفتوحة للقريب والبعيد. كل يوم، كان الفطور عند أحد الجيران .. مائدة عامرة بالحب قبل أن تكون عامرة بالطعام .. بعدها نصلي المغرب جماعة ثم نجتمع على القهوة والحلو والجميع يتحلق حول التلفاز نتابع مسلسلاً يعرض بعد الفطور على شاشة تلفزيون الكويت .. لم يكن الأمر مجرد متابعة لبرنامج بل كان طقساً يومياً يوثق المحبة بين القلوب ويزيد الألفة بين الأهل والجيران ..
لكن الأيام تغيرت وتبدلت العادات لم تعد الموائد كما كانت ولم تعد الجلسات كما عهدناها فالتكنولوجيا أخذتنا إلى عالم آخر، وصارت الانشغالات تفرق بين الناس بعدما كانت تجمعهم ..
أما الآن بيني وبين إخوتي في ديوان الوالد الكريم فقد حرصنا على الحفاظ على عادة جميلة نجتمع كل ليلة في ديوان الوالد على السحور نتبادل الأحاديث ونسترجع الذكريات ونضع على شاشة التلفاز برنامج “سين جيم”، وهو مسابقة ثقافية تأخذنا في رحلة عبر التاريخ والأدب والشعر وقصص الأنبياء وتاريخ الكويت الذي نحمله في قلوبنا أينما ذهبنا ..
قد تتغير الأيام لكن ذكريات البساطة تظل محفورة في الوجدان تذكرنا بأن الجمال يكمن في الاجتماع وأن الحب يتجسد في التفاصيل الصغيرة التي تصنع الفرق .
أجمل العادات الاجتماعية التي تميز بها رمضان ؟
وتظل أجمل العادات الاجتماعية تلك التي يجتمع فيها الأحباب سواء في البيوت أو في الدواوين يتبادلون الأحاديث و يستذكرون الماضي و يعيشون الحاضر بكل محبته .. كما أن العادات الرمضانية مثل تبادل الأطباق وتقديم المساعدات للمحتاجين، وزيارة الأرحام تزرع في النفوس قيم العطاء والمحبة !
رمضان ليس مجرد أيام تمر بل هو فرصة لصقل الروح وتعزيز العلاقات وتجديد الحب بين الناس وما أجمله حين يكون شهراً يجمع بين العبادة والمودة .
صلاة القيام ” التراويح ” صف لنا جمالها؟
بفضل الله وكرمه نحرص أشد الحرص على أداء صلاة التراويح طوال ليالي رمضان .. فهي من العبادات العظيمة التي تميز هذا الشهر المبارك وتبعث في النفس راحة وطمأنينة لا توصف .. فمع كل ركعة نشعر بقربنا من الله ومع كل سجدة نناجيه بخشوع طالبين منه المغفرة والرحمة !
صلاة التراويح ليست مجرد عبادة بل هي لقاء روحاني يربط العبد بربه ويجمع القلوب على الطاعة .. وما أجمل تلك اللحظات التي نصلي فيها جنباً إلى جنب نردد آيات القرآن ونشعر بنوره يضيء قلوبنا .
أكلة السحر سنة مؤكدة ما هو وقتها ومما تتكون غالبا ؟
سنة مؤكده غالباً ما تكون من تمرات وماء قبل الفجر لما يسبقها من وجبات .
في رمضان ليلة عظيمة من وفق لها فقد وفق لخير من ألف شهر كيف تجتهدون لها ؟
مع دخول العشر الأواخر من رمضان يزداد الشوق لصلاة القيام حيث تتضاعف فيها الحسنات وتفتح فيها أبواب الرحمة وفيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر .. فنحرص على قيام الليل والدعاء والتضرع إلى الله سائلين أن يكتب لنا فيها المغفرة والقبول ..
نسأل الله أن يرزقنا الثبات على طاعته وأن يجعلنا من المقبولين في هذا الشهر الفضيل وأن يبلغنا ليلة القدر ويجعلها شاهداً لنا لا علينا ..
اعتكف النبي صلى الله عليه وسلم وتركه خشية أن يفرض فماذا وجدتم من حلاوة في الاعتكاف ؟
رمضان كله حلاوة وجميع العبادات فيه اجرها عظيم فحلاوة الاعتكاف في الانقطاع عن الدنيا والارتباط بالخالق .
الزكاة واجبة مما تخرجونها ؟
كنا سابقاً نخرجها بأنفسنا وكان الوالد يحرص على أن تخرج في وقتها لمستحقيها وفي الوقت الحالي عن طريق الجمعيات .
غالباً ما يكون ختم القران الكريم في العشر الأواخر في أي الأيام يكون وكيف تجتهدون فيه ؟
منذ أن كنا صغاراً كان الوالد – حفظه الله – يحرص على أن يكون رمضان شهر القرآن بحق فلم يكن مجرد وقتٍ للصيام والعبادة، بل كان موسماً مباركاً نتنافس فيه في تلاوة كتاب الله كان يجلس معنا كل يوم يسألنا: “أين وصلتم؟ وفي أي جزء أنتم الآن؟”، فتتحول قراءتنا للقرآن إلى سباق جميل يحمل روح التحدي لكنه تحدٍّ كله بركة وخير .
هذه العادة التي غرسها فينا منذ الطفولة لم تندثر مع مرور السنوات بل استمرت حتى بعدما كبرنا ما زال يسألنا حتى اليوم وما زلنا نحرص على أن يكون لنا ورد يومي من القرآن ليس فقط رغبة في إنهائه بل حباً في تلك الروح التي زرعها فينا والدنا روح الالتزام بكتاب الله والتنافس في الخير .
لقد علمنا أن القرآن ليس مجرد كلمات تُقرأ بل نور يضيء حياتنا وقوة تهذب نفوسنا ورفيق لا يخذلنا أبداً .. وها نحن نعلّم أبناءنا كما علمنا حتى تظل هذه العادة المباركة متوارثة بين الأجيال فهي أعظم ميراث يمكن أن يتركه والد لأبنائه !!
نسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته وأن يديم علينا بركة هذا التحدي الذي بدأناه صغاراً ونحمله في قلوبنا حتى آخر العمر .
حدثنا عن ليلة العيد ؟
ليلة العيد .. فرحة الطفولة التي لا تُنسى !!
ليلة العيد عندما كنا صغاراً كانت مناسبة عظيمة ننتظرها بلهفة وكأنها كنزٌ ثمين سيُفتح أمامنا في صباح اليوم التالي .. كنا نعيش أجواءً مميزة مليئة بالحماس والسعادة فنرتب أنفسنا استعداداً لهذا اليوم السعيد من الملابس الجديدة إلى الحذاء الجديد وكل شيء يكون جديداً ليليق بهذه المناسبة الخاصة !
كنا ننتظر العيدية بشوق فهي أجمل ما في العيد بالنسبة لنا .. كنا نسلم على الكبار ونقول: “عيدك مبارك”، فيردون علينا: “كل عام وأنت بخير”، ثم تمتد أياديهم لتعطينا العيدية ذلك المبلغ المالي الذي كان يمثل لنا ثروة كبيرة في طفولتنا .. كنا نجمع العيادي في جيوبنا وحين ينتهي العيد نجلس معاً لنحصي ما جمعناه فنجد أنه مبلغ كبير مقارنة بأيامنا العادية فنفرح به كثيراً ونبدأ بالتخطيط لكيفية إنفاقه سواء بشراء الدراجة أو الألعاب أو أي شيء حلمنا به طوال العام ..
كانت ليلة العيد وما تليها من أيام العيد من أجمل ذكريات طفولتنا أيامٌ بسيطة لكنها مليئة بالفرح الصادق حيث كانت السعادة تكمن في التفاصيل الصغيرة في لباس العيد ولمة العائلة وفي ذلك الشعور الذي لا يُوصف حين نحصل على عيدية جديدة نضيفها إلى مجموع ما جمعناه !!
حتى اليوم كلما جاء العيد تعود بنا الذكريات إلى تلك الأيام الجميلة حيث كان العيد أكثر من مجرد مناسبة كان فرحة طفولة خالصة لا تُنسى !
ماذا تقول في الختام ؟
في الختام لا بد أن أعترف بأنني قليل الظهور في اللقاءات الإعلامية .. فغالباً ما أفضل العمل بصمت بعيداً عن الأضواء .. لكن هناك أشخاصاً يستحقون التقدير وحين يكون الطلب منهم لا يسعني إلا الاستجابة احتراماً لمكانتهم ..
كان هذا اللقاء تقديراً واحتراماً للأستاذ جميل عبدالرحمن الذي يبدو أنه استدرجني إلى هذا الحديث دون أن أشعر بأسلوبه الراقي وقدرته على إدارة الحوار بسلاسة .. وجدت نفسي أجيب وأشارك أفكاري بكل أريحية وكأن اللقاء كان جلسة ودية أكثر منه حواراً إعلامياً ..
شكراً له على هذا اللقاء المميز وشكراً لكل من تابع وقرأ وأتمنى أن أكون قد قدمت شيئاً ذا فائدة .. ولو كان ظهوري الإعلامي نادراً فربما في المستقبل تكون هناك فرص أخرى للحديث حين يكون للحوار معنى يستحق المشاركة .