مكة المكرمة - هشام نتو  

اجتمع شباب حي الشرائع بمكة المكرمة هذا العام لإقامة الإفطار الجماعي السنوي، الذي انطلق قبل سبع سنوات كمبادرة فردية في منزل رائد الصبحي، ليصبح اليوم تقليدًا رمضانيًا يزداد تألقًا عامًا بعد عام ، وفي مشهد يعكس روح الألفة والتكاتف الاجتماعي، ما بدأ كفكرة بسيطة بين الأصدقاء، تحول إلى لقاء يضم عشرات المشاركين، مما دفع القائمين عليه إلى استئجار استراحة تتسع لهذا العدد المتزايد. وتقوم فكرة الإفطار على مبدأ المشاركة، حيث يُحضر كل شخص طبقًا من إعداد منزله، في لفتة تعزز روح التعاون والتكافل بين أبناء الحي.

تنظيم متقن وبرامج ترفيهية

يتولى تنظيم الإفطار رائد سلطان، الذي يعمل مع فريق من المتطوعين لضمان ترتيب الحدث بسلاسة. ولم يقتصر التجمع على الإفطار فحسب، بل بات يتضمن برامج ترفيهية متنوعة للمشاركين وأطفالهم، تشمل السباحة وكرة الطائرة وكرة القدم، مما يضفي أجواءً اجتماعية ممتعة على اللقاء الرمضاني.

من إفطار بسيط إلى فعالية مجتمعية

في حديث جانبي مع أحد مؤسسي المبادرة، فلاح مندورة، أوضح أن الفكرة انطلقت من لقاء بسيط بين أربعة أشخاص في منزل رائد الصبحي، دون أن يتوقعوا أن تتوسع بهذا الشكل، مضيفًا:

“لم يخطر ببالنا أن تتسع الفكرة بهذا الحجم، لكن عامًا بعد عام يزداد الحماس لدينا، وتتنامى رغبتنا في إقامة الإفطار ودعوة أكبر عدد ممكن، مما يعزز الألفة والمحبة، ويخلق صداقات وتعاونًا مشتركًا بين الجميع. إننا نسعى كل عام إلى تطوير الإفطار وإضافة برامج جديدة، ليكون مبادرة اجتماعية ذات أثر إيجابي يخدم المجتمع.”

يتم تحديد موعد الإفطار بناءً على ظروف الطقس وتوفر الوقت المناسب للجميع، حيث وقع الاختيار هذا العام على يوم الرابع عشر من رمضان، ليجتمع أبناء الحي مجددًا في استراحة خُصصت لهذه المناسبة.

رمضان.. شهر التآخي قبل الصيام

لم يعد هذا التجمع مجرد إفطار عابر، بل أصبح رمزًا للعلاقات الاجتماعية القوية وروح العائلة التي تجمع سكان حي الشرائع، تأكيدًا على أن رمضان هو شهر الألفة والمحبة قبل أن يكون شهر الصيام.