
في ليالي شهر رمضان الهادئة والمباركة، حيث يمتزج عبق الذكريات في رحلة العمر بروحانية الشهر الكريم، تفتح لكم نافذة جديدة على جانب من حياة رواد الكشافة العربية عبر زاويتنا اليومية (نافذتنا الرمضانية)، بعيدًا عن الأوسمة والمخيمات والملتقيات. نقترب بها من تفاصيل يومياتهم ومجالات إبداعهم خارج إطار العمل الكشفي ونسقه. وفي حلقة اليوم نقدم لكم الرائدة الكشفية منى عبد القادر محمد فضل من جمهورية السودان الشقيقة، المولودة بمدينة دنقلا بالشمال السوداني في الأول من يناير 1960، وعاشت حياتها بالجنوب السوداني بحكم طبيعة وظيفة والدها في جهاز الشرطة، متنقلة كثيرًا بين الولايات السودانية.
الدراسة والمؤهلات العلمية :
تلقت تعليمها الابتدائي والإعدادي في عدد من الولايات بجنوب السودان، منها مدينة واو في ولاية بحر الغزال، ومدينة الأبيض في ولاية شمال كردفان، ومدينة ود مدني في ولاية الجزيرة.
أما التعليم الثانوي، فقد كان في مدينة بحري بولاية الخرطوم.
دبلوم الوسيط في تكنولوجيا الهندسة – جامعة الجزيرة (2003).
بكالوريوس إدارة أعمال – جامعة نيوكاسل (2012).
ماجستير الإدارة العامة – جامعة نيوكاسل (2015).
تدربت وحصلت على عدة دورات في الإدارة، العلاقات العامة، نظم المعلومات، تنظيم المهرجانات الشبابية، والخدمة العامة.
النشاط التطوعي والرياضي :
لعبت كرة الطائرة، وكانت ضمن الفريق المدرسي لكرة الطائرة للدورة المدرسية الرياضية عام 1975.
رئيسة منظمة الدر الطوعية لرعاية الأمومة والطفولة.
نائب الأمين العام لـ منظمة السيمت لرعاية ذوي الاحتياجات.
عضو الجمعية السودانية لرعاية المسنين.
سكرتير منظمة السيمت لرعاية ذوي الاحتياجات.
عضو جمعية هواة اللاسلكي.
نظمت مهرجانًا للمرأة تزامن مع عيد الأم عام 2018، كرمت خلاله 100 أم مثالية على مستوى خمس ولايات.
ساهمت، بالشراكة مع اتحاد الفنانين، في تنظيم يوم ترفيهي وفني بدور العجزة والمسنين في أول جمعة من كل شهر، مما كان له أثر طيب من خلال تفاعل المواطنين، وساعد في توسيع تقديم الخدمات.
بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي، شاركت منظمة الدر في دعم دار أطفال المايقوما للأطفال فاقدي الهوية، حيث تم توفير 25 أسرة بديلة وفقًا للقوانين واللوائح.
مراحل الوظيفة العامة:
التحقت الرائدة الكشفية منى عبد القادر بالوظيفة العامة في وزارة الشباب والرياضة السودانية، وتقول إنها التحقت بالعمل في الوزارة نظرًا لارتباط الكشافة والمرشدات بها عبر الأنشطة والبرامج. عملت في الوزارة بعد تخرجها من الثانوية العامة، ثم أكملت دراستها الجامعية أثناء العمل، ووصلت إلى الدرجة الثالثة عام 1985.
عملت في جميع وحدات وأقسام الوزارة، مثل مراكز الشباب، ومجمع الاتحادات الرياضية، بحسب الهيكل التنظيمي والتدرج الوظيفي وسنوات الخدمة.
تقلدت عددًا من المناصب الإدارية، من بينها:
- مديرة المجمع الأولمبي الرياضي.
- مديرة الاتحادات الرياضية.
- مديرة المناشط الشبابية.
- مديرة العلاقات الخارجية.
- مديرة مكتب وزيرة الدولة بالوزارة.
- المدير التنفيذي لمكتب وزير الشباب والرياضة (2024).
المشاركات :
شاركت الرائدة منى عبد القادر في العديد من اللجان وفرق العمل، كما مثلت الوزارة في بعثات ووفود رياضية وشبابية وكشفية داخل السودان وخارجه، ومن أبرز مشاركاتها:
1982 – المخيم الكشفي العالمي لإعداد القادة في مدينة نيس الفرنسية.
2006 – دورة الألعاب الرياضية في ماليزيا.
2021 – دورة الألعاب الأولمبية في تركيا.
2022 – القمة العالمية للحكومات في الامارات بشأن قضايا المرأة العاملة.
سبتمبر 2022 – المؤتمر الإسلامي الخامس لتنمية الشباب والرياضةفي تركيا .
2023 – الدورة الخامسة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الشباب والرياضة في جدة، حيث حظيت بشرف لقاء الدكتور زهير غنيم، الأمين العام للاتحاد العالمي الاسلامي للكشافة والشباب .
على الصعيد الكشفي:
التحقت الرائدة الكشفية منى عبد القادر بالحياة الكشفية مع المرشدات سنة 1975، وتدرجت في العمل الكشفي من مرشدة، إلى جوالة، إلى مساعد قائد، ثم قائدة، فمفوض مرشدات. لاحقًا، أصبحت عضوًا في جمعية المرشدات السودانية، وعام 2021 باتت المشرف العام لجمعية المرشدات السودانية.
كما كانت عضوًا في الرابطة السودانية للرواد، ثم:
- سكرتير الرابطة عام 2016.
- نائب الأمين العام للرابطة عام 2019.
- نائب رئيس لجنة الإعلام والتوثيق بالاتحاد العربي لرواد الكشافة عام 2019.
- عضو لجنة البرامج والأنشطة بالاتحاد عام 2023.
مثال للمرأة العربية العاملة:
خاضت الرائدة منى عبد القادر رحلة كفاح ونضال وعطاء منذ الصغر، متنقلة بين ولايات السودان للدراسة، ثم تدرجت في الوظيفة العامة، وواصلت دراستها الجامعية والأكاديمية، إلى جانب الأنشطة التطوعية. جسدت معاني العمل الدؤوب، والتفاني، والإخلاص، مما أهلها لنيل عدة تكريمات، وحظيت باحترام المجتمع المدني التطوعي والقطاع الحكومي الشبابي والرياضي.
إنها مثال للمرأة العربية العاملة، التي وصلت بجهدها إلى مراتب متقدمة لخدمة بلادها، وتأكيدًا على المقولة:
“النجاح ليس كل شيء، ولكن الرغبة في النجاح هي كل شيء، والمعرفة كنز لا يُقدر بثمن”.
لها منا كل التحية والتقدير والاحترام، وندعو الله في هذه الليلة الرمضانية المباركة أن يشفيها ويعافيها، حيث إنها ترقد الآن في مستشفى ابن رشد للعيون بالمملكة العربية السعودية لإجراء العملية الثانية.
نتمنى لها الشفاء العاجل، وكل عام والجميع بألف خير وعافية.