الحلقة … (20) … الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان
الاعتكاف عبادة عظيمة كان النبي ﷺ يحرص عليها، وخاصة في العشر الأواخر من رمضان، حيث يتفرغ المسلم لعبادة الله، ويبتعد عن مشاغل
الدنيا، مخلصًا قلبه ووقته للذكر، والقرآن، والصلاة، والدعاء.
حكمة الاعتكاف وأهميته:
يهدف الاعتكاف إلى تحقيق الخلوة مع الله، وتصفية القلب من الشواغل، والبحث عن ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر. فهو فرصة عظيمة لتجديد الإيمان، وتعزيز الروحانية، والبعد عن العادات اليومية التي قد تلهي المسلم عن عبادة الله.
آداب الاعتكاف وشروطه :
- النية الصادقة: يجب أن يكون الاعتكاف خالصًا لوجه الله، بعيدًا عن الرياء.
- المكوث في المسجد: يكون الاعتكاف في المساجد التي تُقام فيها صلاة الجماعة، ويستحب أن يكون في مسجد تُقام فيه الجمعة.
- الانشغال بالعبادة: يحرص المعتكف على الصلاة والذكر وقراءة القرآن، ويتجنب اللغو والانشغال بغير الطاعات.
- البقاء في المسجد: لا يخرج المعتكف إلا لحاجة ضرورية مثل الطعام أو قضاء الحاجة.
فضل الاعتكاف في العشر الأواخر :
- كان النبي ﷺ يعتكف في العشر الأواخر من رمضان طلبًا لليلة القدر.
- الاعتكاف يساعد في ترويض النفس على الطاعات وتقوية العلاقة بالله.
- يمنح المسلم فرصة للتوبة والاستغفار والتفرغ للعبادة بعيدًا عن صخب الحياة.
كيف يكون الاعتكاف مثمرًا؟
- وضع خطة تتضمن تلاوة القرآن وختمه، مع التأمل في معانيه.
- الإكثار من الذكر والتسبيح والاستغفار.
- الإلحاح في الدعاء، خاصة في الأوقات الفاضلة مثل الثلث الأخير من الليل.
- تجنب إضاعة الوقت في أحاديث غير مفيدة، والتركيز على العبادة.
ختامًا
الاعتكاف مدرسة إيمانية عظيمة، وفرصة لتجديد العهد مع الله، والاقتراب منه بالقلب والجوارح. فمن استطاع أن يعتكف ولو أيامًا قليلة في العشر الأواخر، فقد فاز بخير كثير، وعاش لحظات روحانية لا تُقدر بثمن.
انتظرونا غدا .. نواصل تسليط الضوء على عادة أو عبادة جديدة …





