الحلقة …(23) … التسوق وتأمين الكسوة في العشر الأواخر من رمضان استعدادًا للعيد
تُعد العشر الأواخر من رمضان من أكثر الفترات حيويةً واستعدادًا لاستقبال عيد الفطر المبارك، حيث يحرص الناس على تأمين مستلزمات العيد، وأهمها الكسوة الجديدة للأطفال والكبار، إلى جانب مستلزمات الضيافة، مما يجعل الأسواق والمجمعات التجارية تشهد ازدحامًا كبيرًا خلال هذه الأيام.
أهمية شراء الكسوة في العشر الأواخر :
يمثل شراء الملابس الجديدة فرحة كبيرة، خاصة للأطفال الذين ينتظرون هذه اللحظة بفارغ الصبر، إذ يُعد ذلك جزءًا من مظاهر البهجة التي ترافق العيد. ويحرص الآباء على اختيار أجمل الأزياء لأبنائهم ليكونوا في أبهى حلة يوم العيد. كما أن شراء الملابس الجديدة يُعد تطبيقًا للسنة النبوية في التزين للعيد وإظهار الفرح والسرور.
ازدحام الأسواق وتنظيم التسوق :
تشهد الأسواق والمحال التجارية ازدحامًا متزايدًا في الأيام الأخيرة من رمضان، حيث يتوجه الناس لشراء الملابس والأحذية والعطور، إلى جانب مستلزمات الضيافة مثل الحلويات والمكسرات. ولتجنب الازدحام، يفضل الكثيرون التسوق مبكرًا، إما في بداية العشر الأواخر أو حتى قبل ذلك، خاصة مع توفر خدمات التسوق الإلكتروني التي أصبحت خيارًا مناسبًا لتوفير الوقت والجهد.
نصائح لتسوق ذكي ومريح :
- التخطيط المسبق: إعداد قائمة بالمشتريات المطلوبة مسبقًا لتجنب التسرع أو شراء أشياء غير ضرورية.
- تحديد الميزانية: يساعد تحديد ميزانية مناسبة على التحكم في الإنفاق وتجنب الإسراف.
- اختيار الأوقات المناسبة: يُفضل التسوق في الأوقات الأقل ازدحامًا، مثل الصباح الباكر أو منتصف النهار، لتجنب الزحام الشديد ليلًا.
- الاستفادة من العروض والتخفيضات: تقدم العديد من المحلات التجارية عروضًا خاصة في نهاية رمضان، مما يوفر فرصة جيدة للتوفير.
- الشراء الإلكتروني: يعد خيارًا جيدًا، خاصة لمن يرغب في تفادي الازدحام والحصول على خيارات متنوعة من المنتجات.
فرحة العيد والاستعداد النفسي :
لا يقتصر الاستعداد للعيد على تأمين الكسوة فقط، بل يشمل أيضًا التجهيزات النفسية والاجتماعية، مثل صلة الرحم والتخطيط لقضاء أوقات جميلة مع العائلة والأصدقاء. كما يُستحب استغلال العشر الأواخر في العبادة والدعاء، حيث تعد هذه الأيام من أكثر الأيام بركةً، ولا ينبغي أن يشغل التسوق عن أداء العبادات والطاعات.
تغير العادات الشخصية في التسوق :
على المستوى الشخصي، كنتُ في مرحلة الشباب أفضّل انتظار ازدحام الأسواق لأشارك في زخم الشراء، أما الآن فقد تغيرت الكثير من العادات، حيث أصبح الأبناء والأسرة يعتمدون على أنفسهم في تأمين مستلزماتهم، ولكل فرد منهم أسلوبه الخاص. كما أن نسبة كبيرة من احتياجاتهم، لا سيما الفتيات، يتم تأمينها عن بُعد عبر التسوق الإلكتروني، مما اختصر زيارات الأسواق بشكل كبير – ولله الحمد – وجعل تجربة التسوق أكثر سهولة وراحة.
ختاما :
يظل التسوق وتأمين الكسوة استعدادًا للعيد من العادات الجميلة التي تضفي البهجة والفرح على الأجواء، وهو فرصة لتجديد الملابس وإدخال السرور على الأطفال. ومع ذلك، من المهم أن يتم ذلك بعقلانية دون إسراف أو انشغال عن روحانية العشر الأواخر، التي هي أسمى وأعظم أيام الشهر الفضيل.





