
في خضم هذه الفعالية الرياضية التنافسية الكبرى، التي اتجهت إليها أنظار عشاق كرة القدم، والمسمّاة بدوري شهداء صلاح الدين، الجامع لكل الشباب الكروي في صلاح الدين، وفقم، وعِمران، والدوابية، نرى تلك الحشود الغفيرة والمتعطشة للمشاهدة تملأ أركان وساحة الملعب.
وبعين المتابع الشغوف بكرة القدم – اللعبة الأكثر شعبية في كل بقاع المعمورة – يشاهد الكل طفرة من المواهب النادرة والخامات الرائعة، تلعب وتؤدي بشكل مميز، بطريقة تضاهي أداء الأندية الكبيرة، بل نرى أحيانًا مستويات أفضل من لاعبي الأندية المعروفة.
وهنا يبرز في خاطري، كعاشق لهذه اللعبة، سؤالٌ يطرح نفسه:
لماذا لا يتم الاستفادة من هذه المواهب والخامات الكروية؟
لماذا لا يتم استقطاب هؤلاء اللاعبين إلى أنديتنا، التي تعاني من قصور واضح؟
فهؤلاء بحاجة فقط إلى مدرب يصقل موهبتهم، ويمنحهم بعض الثقة، وجرعات من اللياقة البدنية، والتوجيه للاستمرار والديمومة في الملاعب.
ومن هذا المنطلق، أوجه رسالتي إلى مجالس الإدارات والطواقم الفنية في الأندية:
أين الكشاف صاحب “العين الثاقبة” في الإدارة الفنية؟
أين أمثال الأستاذ فيصل صبري – رحمه الله – والكابتن حفيظ في نادي وحدة عدن، وغيرهم من أصحاب الخبرة الذين كانوا يختارون ويرفدون النادي بالمواهب المحلية، دون كلفة كبيرة؟
بمزيد من الخبرة والصقل، يمكن أن تشكّل هذه المواهب رافدًا قويًا لنادي الجزيرة، الحاضر بين أندية النخبة العدنية الممتازة.
وسؤالي الذي أبحث له عن إجابة مقنعة:
لماذا، كلما أُقيم هذا الدوري، لا نستفيد من نخبة النجوم المشاركين؟ ولا نجني ثمار هذه الفعالية؟
نادي الجزيرة يعاني من قلة الدعم المادي.
وما نشاهده في هذا الدوري من مواهب، يمكن قطف ثماره الناضجة بسهولة، بل ويمكن تكوين فريق رديف جاهز للفريق الأول.
وقد شدّ انتباهي وجود أكاديمية في صلاح الدين تهتم بتنمية قدرات اللاعبين الصغار. ولكن… إلى أين يذهب هؤلاء الموهوبون؟
لا أجد الجواب! وعندي شجن، يا أحباب.
أمعقول أن تخرج من هذه المنافسة، التي تحظى بحضور جماهيري كبير، دون أي حصيلة تُذكر؟
رأيت فيها لاعبين من العيار الثقيل، فأين هم بعد انتهاء البطولة؟
إذا ظهر السبب بطل العجب.
ونسأل: لماذا هذا النفور من ضمّ المواهب الصغيرة للنادي؟
نحن بحاجة إلى قاعدة قوية: براعم، وناشئين، وشباب، ورديف، إلى جانب الفريق الأول… أليس هذا هو المقبول والمعقول؟
وقد ذُهلت من أرقام هذه البطولة الرمضانية، التي أؤكد أنها تشهد أكبر حضور جماهيري كروي.
عدد الفرق المشاركة في دوري شهداء صلاح الدين: 18 فريقًا.
واعتذر المنظمون عن استقبال بعض الفرق لضيق الوقت. وهذه أسماء الفرق المشاركة:
- الريان
- شباب الحد
- أكاديمية صقور الضباط
- الفقيد عبده عطيري
- فقم
- القاعدة الروسية
- ضباط صلاح الدين
- عمران
- الشهيد صابر
- الشهيد علي جبريل
- شباب الجولة
- التنانين
- الدوابية
- نجوم السينما
- الشهيد محمد حرباج
- بوابة النصر
- شهداء صلاح الدين
- أهلي صلاح الدين
نحن بحاجة إلى لجنة من الكشافين تراقب وتختار المواهب أولًا!
حتى نرى تطورًا ملموسًا في عجلة الرياضة في منطقتنا… وإلا فإن النشاط سيظل “محلك سر”!
ولا أدري ما يجري خلف الكواليس!
هل سنقرأ يومًا ما، بشفافية، لماذا نسير ببطء؟ ولماذا تنشط الحركة الرياضية فقط في رمضان، بينما تغطّ في سبات عميق بقية العام؟
وبكل تأكيد، لا يفوتني أن أُثمن جهود القائمين على إدارة فريق حافة الضباط – الفريق المثالي، والوحيد الذي يستمر في مزاولة التمارين، مما جعله يفرض هيمنته على كأس البطولة لعامين متتاليين.
وقد بدأت الفرق تهابه وتخشاه، فهو فريق متجانس، يمتلك أسلوبًا متفردًا في الأداء.
ومدربهم، الكابتن فايز بافاري، يرفع من معنوياتهم، قريب منهم، وواحدٌ منهم.
هذا لغز لم أجد له جوابًا شافيًا في هذا الدوري!
حضور جماهيري غفير، الناس تأتي لتنبسط وتستمتع، ورابطة مشجعين تهتف، وتقرع الطبول، وترفع الإعلام والبيارق.
الناس في صلاح الدين، وفقم، وعِمران، والدوابية، في أمسّ الحاجة لمثل هذه الفعاليات الأخوية، الرسمية، المتميزة.
وعشمي كبير، بأنه إذا وُجدت النوايا الطيبة، سنصنع منتخبًا قويًا من هذه الفرق، يمثل هذه الرقعة الجغرافية الواسعة، التي أصبحت حضرية بامتياز، في مديرية البريقة – عدن.
وبهذا المنتخب، سنستطيع أن ننافس: التلال، والوحدة، والشعلة، وأهلي عدن، والروضة، والجلاء، وشمسان، والميناء…!
هل نستطيع أن نكسر حاجز الصمت والتردد؟
لا زلت أبحث عن خيط رفيع في طريق سليم، تقوده عقليات نقية ونظيفة…
فالبعض – للأسف – كالـموج:
إذا سايرتهم أغرقوك، وإن عارضتهم أتعبوك.