مع تسارع التحول الرقمي لم يعد الحديث عن المدن الذكية مجرد فكرة مستقبلية، بل أصبح واقعًا يغيّر طريقة حياتنا وإدارة مدننا. مع هذا التحوّل يلعب إنترنت الأشياء دورًا أساسيًا حيث يربط بين الأجهزة والأنظمة المختلفة داخل شبكة ذكية تتبادل البيانات وتحللها
مما يساعد في تحسين جودة الحياة وتطوير الخدمات.
ولا يقتصر دور إنترنت الأشياء على المنازل الذكية أو السيارات المتصلة بالإنترنت بل يمتد إلى البنية التحتية للمدن، مثل أنظمة النقل وإدارة الطاقة والحلول البيئية، على سبيل المثال تسهم الحساسات الذكية في الطرق في قياس كثافة المرور وتوجيه المركبات بذكاء لتخفيف الازدحام، بينما تساعد العدادات الذكية في متابعة استهلاك الكهرباء والمياه، مما يعزز ترشيد الموارد ويقلل الهدر.
ولضمان تواصل فعال بين هذه الأنظمة تأتي تقنية NB-IoT كحل مبتكر حيث تمكّن الأجهزة منخفضة الطاقة من تبادل البيانات بكفاءة مما يجعلها مثالية لاستخدامات مثل مواقف السيارات الذكية، وأنظمة الري، ومراقبة جودة الهواء، الأمر الذي يعزز استدامة المدن.
أما على مستوى الأمن، فإن الكاميرات الذكية وأنظمة الإنذار المتصلة بالإنترنت توفر حماية أكثر تطورًا حيث تتيح مراقبة المواقع والاستجابة السريعة للحوادث،
كما أن أنظمة الإضاءة الذكية تساعد في تقليل استهلاك الكهرباء، إذ تعمل فقط عند الحاجة مما يحسن كفاءة الطاقة ويسهم في الاستدامة البيئية.
ومع استمرار تطور هذه التقنية يظل السؤال الأهم: كيف يمكننا تسخير إنترنت الأشياء بأفضل طريقة ممكنة لتحقيق أقصى استفادة مع ضمان الاستخدام الآمن والفعّال للبيانات؟




