الحلقة …(26) …تحري ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان وأكدها ليلة 27
مع دخول العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، تتجدّد في قلوب المسلمين روح الترقّب والتأمل، ويبدأ السباق الإيماني الأعظم لتحري ليلة القدر، تلك الليلة المباركة التي جعلها الله خيرًا من ألف شهر، وجعل فيها العتق من النار واستجابة الدعاء ومغفرة الذنوب ، قال تعالى: (أَنَا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ اَلْقَدَرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَة الْقَدْرِ (2) لَيْلَة اَلْقَدَرِ خَيْرٌ مِنْ اَلْف شَهْر (3) تَنِزّلُ اَلْمَلَائِكَةَ وَالرَّوَاحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْر (5 ))
وقد كان النبي ﷺ إذا دخلت العشر الأواخر شد مئزره، وأحيى ليله، وأيقظ أهله، كما جاء في الصحيحين، إشارة إلى أهمية هذه الليالي وعظم أجرها.
الليالي التي يُرجى أن تكون فيها ليلة القدر :
تؤكد السنة النبوية أن ليلة القدر تكون في العشر الأواخر، وبالأخص في الليالي الفردية، أي:
- ليلة 21
- ليلة 23
- ليلة 25
- ليلة 27
- ليلة 29
وقد رجّح كثير من العلماء أن ليلة 27 هي الأرجى أن تكون ليلة القدر، لورود أحاديث وأقوال صحابة تدل على ذلك، ومنها حديث أُبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال:”والله إني لأعلم أي ليلة هي، هي الليلة التي أمرنا رسول الله ﷺ بقيامها، هي ليلة سبع وعشرين.”
ومع ذلك، أوصى العلماء بعدم الاقتصار على ليلة معينة، بل الاجتهاد في جميع الليالي الفردية من العشر الأواخر، لأن الحكمة من إخفاء موعدها هو أن يجتهد المؤمن في العبادة طوال العشر، لا في ليلة واحدة فقط.
كيف نُحيي ليلة القدر؟
ليلة القدر لا تحتاج مظاهر، بل صدق نية وصفاء قلب، ومن الأعمال المستحبة فيها:
- الصلاة والقيام
- قراءة القرآن
- كثرة الدعاء، وأفضل ما يُقال فيها: “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني”
- الذكر والاستغفار
- التوبة النصوح
ختاما :
في كل ليلة من العشر الأواخر، هناك فرصة لأن تكون ليلة القدر. لا تفرّط، ولا تؤجل التوبة، ولا تستهين بدعوة في جوف الليل. فربما تُكتب لك هذه الليلة، فتتغير حياتك إلى الأبد.
نسأل الله أن يُبلغنا ليلة القدر، وأن يكتب لنا فيها الخير والمغفرة والقبول.





