الحلقة …(30) … الاستعداد لصلاة العيد… مشهد إيماني يُبهج القلوب
مع طلوع فجر أول أيام عيد الفطر المبارك، تبدأ القلوب تخفق بفرحٍ خاص لا يشبه أي فرح، وتتحرك الأجساد بنشاط بعد شهر من الطاعة، استعدادًا لأجمل لقاء جماعي في العام: صلاة العيد.
المشهد من أول لحظة :
يبدأ المشهد من لحظة خروج الناس من بيوتهم، بقلوب مطمئنة ووجوه باسمة، يرتدون أجمل ثيابهم، متعطّرين متزينين، حاملين معهم فرحة الصيام، وشوق اللقاء بالأحبة في بيوت الله.
الآباء يُمسكون بأيدي أطفالهم، والشباب يرافقون كبار السن، والطرقات تمتلئ بخطى المصلين المتوجهين إلى المصليات والساحات العامة، وهم يُردّدون تكبيرات العيد: “الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.”
في المصلى أو المسجد :
قبل شروق الشمس، تبدأ الساحات والميادين بالامتلاء، يتجمع الناس صفًا واحدًا، لا فرق بين غني أو فقير، صغير أو كبير.
المشهد يحمل رمزية عظيمة لوحدة المسلمين وتراحمهم، وسكينة تعمّ المكان.
في السعودية والخليج، تصطف العائلات في مصليات مفتوحة، يُوزّع الماء والتمور، ويعمّ المكان هدوء ما قبل التكبير.
وفي بقية العالم الإسلامي، تختلف الساحات، لكن يتشابه المشهد: بهجة، تكبير، قلوب عامرة بالامتنان.
سُنن الاستعداد لصلاة العيد :
من السُنن النبوية الجميلة في هذا اليوم:
- الاغتسال والتطيب ولبس أحسن الثياب
- الأكل قبل الخروج (يفضَّل تمرات وِترًا في عيد الفطر)
- الخروج إلى المصلى ماشيًا إن أمكن
- الإكثار من التكبير
- التبسم وإظهار الفرح
- التهنئة بعبارات مثل: “تقبّل الله منا ومنكم، وكل عام وأنتم بخير.”
مشهد لا يُنسى :
صلاة العيد ليست فقط ركعتين في جماعة، بل هي مشهد من أسمى مظاهر الوحدة والفرح في الإسلام.
هي لحظة تجمُّع لا يُفرض، بل يُحبّ، ولا يُلزم، بل يُنتظر.
مشهد تُمسَح فيه دموع التعب، وتُرسم فيه بسمة العيد.
ختاما :
في كل عام، يتكرر مشهد الاستعداد لصلاة العيد، لكن فرحته لا تتكرر بنفس الطريقة، لأنها تنبع من أعماق القلب، وتجدد في النفس الأمل، وتمنح الروح راحة بعد عناء الصيام.
نسأل الله أن يديم علينا أعيادنا بالخير، وأن يجعل صلاة العيد بداية لكل فرح، وخيرًا يتجدد في قلوبنا كل عام.





