في مشهدٍ يومي يتكرر في أطهر بقاع الأرض، تتعالى كلمات النور من أروقة المسجد الحرام، حاملةً بين طياتها العلم والهُدى، ومجسدةً معاني الوسطية والاعتدال كما أرادها الإسلام نقيةً صافية.
هنا، لا تُزرع الأفكار إلا على أرض الإيمان، ولا تُروى القلوب إلا من معين النبوة. في حلقاتٍ يتربع فيها طالب العلم بجوار المعتمر، والمحب بجوار المتأمل، تتجلى معاني الاتزان، ويُستعاد ضوء الرسالة الأولى.
وتأتي هذه الدروس المباركة ضمن جهود رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، وبتوجيه مباشر من معالي رئيس الشؤون الدينية الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن السديس، في تجسيد رؤية القيادة الرشيدة –حفظها الله– بأن يكون الحرمين الشريفين مناراتٍ للعلم، ومنابرَ للاعتدال، ومحاضنَ للفكر المستنير.
وهذه الدروس ليست مجرد حلقات علم، بل رسائل يومية موجَّهة إلى العالم أجمع، تؤكد أن الإسلام دين رحمة، وأن الحكمة هي مصدر القوة، وأن الاعتدال هو السبيل إلى القدوة والتأثير.
وأن في كل كلمة تُلقى، وكل آية تُشرح، تنفتح القلوب على نور الإيمان، ويُروى الفكر من معين العلم، ليخرج جيلٌ يحمل الوعي، ويبني بثبات، ويُصلح بعقل، ويقود بحكمة.
