
تلقيت من سعادة الدكتور سعيد بن عطية أبو عالي – مدير عام التعليم بالمنطقة الشرقية سابقا– نصًا رائعًا استهله بنداء لمحبوبته (الباحة) مهد صباه ومدرج خطاه، مستقر طفولته ومستودع ذكرياته، ضوء حياته وموطن أباءه وأجداده. أيقض هذا النداء في خاطري ما قاله الشاعر أبو تمام:
نقل فُؤادَكَ حَيثُ شِئتَ مِنَ الهَوى
ما الحُبُّ إِلّا لِلحَبيبِ الأَوَّلِ
كَم مَنزِلٍ في الأَرضِ يَألَفُهُ الفَتى
وَحَنينُهُ أَبَداً لِأَوَّلِ مَنزِلِ.
وفي الباحة وتحديدًا في مدرسة بني ظبيان الابتدائية تلقى الدكتور أبوعالي تعليمه، ثم أصبح معلمًا وعمره آنذاك اثنا عشر عامًا في مدرسة بني سالم عام 1372 ه.
أكمل الدكتور أبوعالي تعليمة المتوسط والثانوي وصاحب ذلك تنقله بين قرى الباحة ليتعرف أكثر على تفاصيل محبوبته ويكمل تعليمه في حجرها.
ودع الدكتور أبوعالي محبوبته الباحة الوداع الأول وكان ذلك إبان انتقاله الى منطقة مكة المكرمة لإكمال تعليمه الجامعي وأستمر ذلك الوداع، حيث بعث الدكتور أبو عاليالى الولايات المتحدة الامريكية لإتمام تعليمه والحصول علىدرجتي الماجستير والدكتوراه.
عاد الدكتور أبوعالي ليلتقي بمحبوبته الباحة بعد غياب امتد لسنوات إلا أن ذلك اللقاء لم يطل حتى جاءت ساعة الوداع مرة أخرى، حيث أنتقل الدكتور أبوعالي الى المنطقة الشرقية مديرا عاماً للتعليم عام 1397 ه، وقضى في المنطقة الشرقية قرابة 18 عامًا لحين تقاعده عام 1415ه وفي تعليم المنطقة أكثر من سبعة وعشرين ألف فصلاً دراسياً للبنين.
وأخيرا عاد الدكتور أبو عالي ليلقى محبوبته الباحة مجددًا ويستقر في حضنها ليحدثها عن شوقه اليها وحبه لها فما الحب إلا للحبيب الأول.
الدكتور أبوعالي جم الفضائل رفيع القدر أصيل المجد عالي الهمة قوي الجأش، صاحب حضور اجتماعي وثقافي،أدعوا الله أن يبارك في جهوده وأن يحفظه من كل مكروه وسوء.