
كسرت بطولة أستراليا لألعاب القوى في (بيرث) الصورة النمطية المرتبطة بالمدينة، التي طالما اعتُبرت موطنًا مثاليًا لسباقات السرعة والوثب، فيما اعتُبرت بيئة غير مناسبة للمسافات المتوسطة والطويلة. لكن النسخة الأخيرة من البطولة أثبتت أن بيرث قادرة على احتضان التألق في جميع التخصصات.
البداية جاءت مع تألق أسماء بارزة في سباقات السرعة، حيث قدّم (روهان براونينغ)، و (توري لويس) ، و (غوت غوت) عروضًا قوية أكّدت مكانتهم في الساحة الوطنية والدولية. وفي الوثب العالي، شهدت المنافسة صراعًا رفيع المستوى بين النجمتين الأولمبيتين (نيكولا أوليسلاجرز) و (إلينور باترسون) ، في مواجهة وصفت بـ”المعركة فوق المرتفعات”.
أما في سباق 800 متر، فقد خطف العداء بيتر بول الأضواء بتحقيقه رقمًا قياسيًا وطنيًا جديدًا، كما نجح في قيادة ثلاثة عدائين آخرين لتحقيق معيار التأهل إلى بطولة العالم طوكيو 2025.
لكن أبرز مفاجآت البطولة جاءت من سباقات المسافات الطويلة، حيث تألقت (جيسيكا هال) ، صاحبة فضية أولمبياد طوكيو في سباق 1500م، بعدما أحرزت لقب 5000م للسيدات محطمة الرقم القياسي للبطولة، وذلك بعد أقل من 24 ساعة من فوزها بلقب 1500 متر.
وفي سباق 5000 متر للرجال، كتب العداء الشاب (سيث أودونيل) اسمه بأحرف بارزة حين تفوّق على (كاي روبنسون) ، صاحب برونزية العالم في سباق 3000م داخل الصالات، ليتصدر السباق بطريقة مدهشة، بينما جاء (كام مايرز) في المركز الثاني بعد تجاوزه (روبنسون) المنهك.
يُذكر أن (مايرز) كان قد توّج قبلها بيوم واحد بلقبه الأول على مستوى الكبار في سباق 1500 متر، متفوقًا على الثنائي (البارز آدم سبنسر) و (أولي هور).
هكذا، أعادت بيرث تعريف موقعها في خارطة ألعاب القوى الأسترالية، مؤكدة أنها أرض خصبة للإنجازات، سواء في السباقات القصيرة أو الطويلة.