
يستضيف الاتحاد الدولي لألعاب القوى بالتعاون مع شريكه العالمي شركة أسيكس (ASICS) الرياضيين اللاجئين : فريدة أبوراجة، سيد طه غفاري، عمر حسن، إيمانويل كيروهورا ناتغونغا، وسيفو جمال طاهر في معسكر ” تشوجو أوروبا” المقام في فونت-روميو بفرنسا، وذلك استعداداً لاختيارهم ضمن فريق اللاجئين الرياضيين (ART) للمشاركة في بطولة العالم لألعاب القوى – طوكيو 2025 ، خمسة أسماء تحمل قصصًا متشابهة، إذ غادر كلٌّ منهم بلده بحثًا عن الأمان وفرصة أفضل، متحدّين الصعاب ومواصلين طريقهم الرياضي في دول اللجوء.
وبينما تختلف جنسياتهم، إلا أن هدفهم واحد تمثيل فريق اللاجئين في الحدث العالمي الأكبر لألعاب القوى، والذي يقام في طوكيو شهر سبتمبر المقبل، علمًا أن عدد المقاعد محدود ولا يُمنح إلا للأفضل أداءً.
بيئة تدريب مثالية في جبال البرانس
يقع المعسكر في منطقة مرتفعة من جبال البرانس، ما وفّر بيئة تدريبية مثالية. كما أتيحت للمشاركين فرصة استخدام منشآت المنتخب الفرنسي لألعاب القوى، بإشراف فني وبدني من المدرب إيريك توغود وأخصائية العلاج الطبيعي مارِت توغود، لضمان أعلى مستويات الدعم والتأهيل.
وأتاح هذا المعسكر للمرة الأولى فرصة اللقاء والتدريب الجماعي لهؤلاء الرياضيين خارج نطاق المنافسات الرسمية، ما عزز من أواصر الدعم النفسي بينهم، خاصة بعد تجاربهم القاسية في الحياة والرياضة.
تجارب ملهمة وإرادة لا تلين
العداء الكونغولي اللاجئ في النرويج إيمانويل ناتغونغا عبّر عن تقديره لهذه التجربة قال : “نحتاج إلى نتائج قوية في بطولة العالم، ونحن هنا نتدرّب معًا، نساعد بعضنا، والجميع يستفيد. تنظيم هذا المعسكر رائع وآمل ألا يكون الأخير، فمثل هذه الفرص ليست سهلة لنا.”
أما العداءان سيد طه غفاري (من إيران) وسيفو جمال طاهر (من إثيوبيا)، واللذان وجدا ملجأً في المملكة المتحدة، فقد عاشا خيبة أمل عندما لم يتم اختيارهما لأولمبياد باريس 2024. لكن غفاري حول تلك الخيبة إلى حافز قوي، حيث قال: “قلت لنفسي هذه ليست النهاية بل البداية. قررت أن أركض وأفكر وأنام وأتصرّف وأركّز بشكل أفضل. أعدت بناء حياتي نفسيًا وجسديًا، وهدفي الآن هو طوكيو.”
أما العداء عمر حسن، اللاجئ من إثيوبيا إلى الدنمارك، كشف عن مشاعره العميقة وقال :”كل مرة أنهي فيها ماراثونًا، أبكي. ليس فقط لأنني أنجزت السباق، بل لأنني أتذكر كل الألم والتشكيك الذي مررت به. عندما أصل إلى خط النهاية… تفيض كل تلك المشاعر.”
فريدة: الآن أؤمن أنني أستطيع أن أكون بطلة
أما العداءة فريدة أبوراجة، اللاجئة من إثيوبيا والمقيمة في فرنسا، فقد عبّرت عن مدى استفادتها من التجربة، وقالت : ” الآن أؤمن بأنني أستطيع أن أكون بطلة.”
ولم يكن المعسكر مجرد تجربة تدريبية، بل محطة أمل وتغيير في حياة شباب لاجئين يتطلعون لصناعة المجد على مضمار الرياضة، رغم كل ما مروا به من معاناة وتحديات.
يذكر أن التقرير معد من قبل الزميلة كرستل سانيه من الاتحاد الدولي لالعاب القوى
ـــــــــــــــ
*منقول من موقع World Athletics