
“التويزة” أو “تيويزا” بالأمازيغية: “ثويزي” وتعني التعاون،وهي عادة متأصّلة في المجتمع الجزائري وطقس متجذّر بدرجات متفاوتة فيه إذ تعكس أجمل صور التآزر والتكافل الاجتماعي حيث يقدّم خلالها الأفراد خدمة تطوعية للمجتمع بكل عفوية و تلقائية .
وترتبط “التويزة” عادة بمناسبات معينة كالأفراح والأتراح وهي مبدأ من مبادئ ديننا الحنيف و باب خير يفضي بصاحبه إلى نيل الأجر والبركة والثواب، كما تعزز مظاهر الوحدة بين أفراد المجتمع، وتقوي أواصر الأخوة بينهم وتقضي على مظاهر العوز والحاجة وتدخل السرور على القلوب.
وهي عادة لم تندثر بالرغم من تغيّر الحقب والأجيال.
وعادة ما تكون “التويزة” موسمية لارتباطها بعمليات الحرث والبذر والحصاد وتبرز في عملية الحصاد وجني الزيتون، أو بناء المساجد، وتنظيف المقابر، إضافة إلى حفر الآبار وتهيئة مجاري المياه الطبيعية المعروفة ب”الفڨارة” فضلاً عن مبادرات التنظيف والتشجير وأعمال النسيج وغسل الصوف وفتل الكسكسي.
و تجدر الإشارة إلى أن هذه الأعمال عادة ما ترافقها أجواء المرح للتخفيف من حجم التعب والمشقة بترديد الأهازيج والصلاة على سيد الخلق -عليه الصلاة والسلام –
وأهم ما تتميز به هذه الهبّات التضامنية هو مساعدة الرجال والنساء وحتى الأطفال ، و يستعين منظّمو “التويزة” عادة بشيخ القرية، أو أحد الأعيان أو الأئمة الذين يحظون بمنزلة رفيعة في المجتمع المحلي من أجل دعوة الساكنة للمشاركة، ويؤدي ذلك على الأغلب إلى المسارعة لتلبية هذا النداء،فالتعاون على إنجاز ما فيه عسر ومشقة على الفرد وحده حتمية لا بد منها بل واجب اجتماعي وديني استنادا إلى قول الرسول صلى الله عليه و سلم:” مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى”.