انطلقت الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، بالتعاون والتنسيق مع مختلف الجهات ذات العلاقة، في تنفيذ مشاريع تطوير استراتيجية شاملة منذ مطلع عام 1446هـ، شملت مناطق سوق العرب، الجوهرة، والضيافة، ممتدة من جسر الملك عبدالله وصولاً إلى ساحة الجمرات الشمالية.
وجاءت هذه المشاريع لتُحدث نقلة نوعية في منظومة الخدمات، حيث تم إعادة إنشاء خطوط جديدة للصرف الصحي، وتوسعة شبكة المياه الحلوة بما يضمن تغطية مستدامة تلبي احتياجات الحجيج في ذروة الموسم. كما شمل المشروع تقوية خطوط الكهرباء وشبكات الاتصالات الأرضية، إلى جانب تعزيز جودة الإنترنت لتوفير بيئة رقمية داعمة ومتصلة على مدار الساعة.
ولم تغفل المشاريع عن عنصر الأمان البيئي والمائي، إذ شمل التأهيل تطوير قنوات تصريف السيول في المنطقة بالكامل، وزيادة الطاقة الاستيعابية لتلك القنوات السفلية، تحسّبًا لأي تدفقات مفاجئة ناتجة عن الأمطار أو السيول المنحدرة من المناطق الجبلية لمشعر منى. وقد وصلت أعمال الحفر إلى أعماق تجاوزت الأربعة أمتار تحت سطح الأرض، لاختيار النقاط الأنسب لتأسيس شبكات الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار، بما يعكس دقة التخطيط وحرص القائمين على تقديم الحلول المستدامة.
تثبت المملكة عامًا بعد عام أن خدمة ضيوف الرحمن ليست مجرد واجب، بل رسالة سامية وأمانة تاريخية، تُنفَّذ بأرقى معايير الجودة والتميز. إن ما نشهده من جهود في تأهيل البنية التحتية بالمشاعر المقدسة هو شاهد جديد على التزام المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين بتوفير أفضل سبل الراحة والسلامة للحجيج، وجعل رحلتهم إلى البيت الحرام محفوفة بالعناية الإلهية والعناية السعودية، من الأرض إلى السماء.





