أولا ً: صيام يوم عرفة .
ولا يعلم إن يومًا في السنة ثبت فيه من الأجر مثل يوم عرفة.
عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم عرفة : (يكفر السنة الماضية والسنة القابلة) رواه مسلم في الصحيح وهذا لغير الحاج وأما الحاج فلا يسن له صيام يوم عرفة لأنه يوم عيد لأهل الموقف. فيتفرغ للدعاء و ذكر الله .
ثانيا ً: الدعاء .
يشرع كثرة الدعاء في يوم عرفة للحاج و للمقيم في الأمصار.
فَدُعَاءُ يَوْمِ عَرَفةَ، لَهُ مَزِيَّةٌ على غَيْرِه؛ روى الترمذي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة )
قال ابن عبد البر – رحمه الله – : وفي ذلك دليل على فضل يوم عرفة على غيره. قال ابن حجر ـ رحمه الله ـ يوم عرفة يوم الدعاء والتضرع لله الدعاء هو *: الرغبة إلى الله عز وجل ، أو اظهار غاية التذلل والافتقار إلى الله ، والاستكانة له. ( فتح الباري ) 11/95
قال البَاجِي: (قَوْلُهُ: خَيْرُ الدُّعَاءِ: يَعْنِي أَكْثَرُ الذِّكْرِ بَرَكَة، وأَعْظَمُهُ ثَوَابًا، وَأَقْرَبُهُ إِجَابَة!).
وقوله صلى الله عليه وسلم ” خير الدعاء يوم عرفة” : أي لأنه أجزل إثابة وأعجل إجابة .
ورد عن أسامة بن زيد أنّه رأى النبيّ -عليه السلام- قد رفع يديه في (ساعة الغروب ) في عرفات يدعو الله -تعالى-، فسقط خطام الناقة ومالت به، فمسك خطامها بيدٍ ورفع الأخرى يدعو الله -تعالى-؛ من شدّة حرصه على هذا الوقت العظيم وقت إجابة الدعاء من الله -تعالى- لعباده في آخر لحظات وساعات يوم عرفة.
قال الأوزاعي رحمه الله : أدركت أقواماً كانوا يخبئون حاجاتهم ليوم عرفة، ليسألوا الله بها!
فإياك أن تعجز عن عبادة الدعاء في أفضل يوم للدعاء
قال الحافظ ابن عبدالبر رحمه الله : “دعاء يوم عرفة مُجاب كله في الأغلب “[ التمهيد ( ٤١/٦ ) ]
ثالثا ً: الإكثار من ذكر الله .
خاصة قول كلمة التوحيد لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شىء قدير.
روي عن النبي ﷺ أنه قال: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)
وعن عبد الله بن عَمْرو رضي الله عنهما قال: كَانَ أَكْثَرُ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ عَرَفَةَ: «لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» (حسن، رواه أحمد).
وقال النووي – رحمه الله -: (يُسْتَحَبُّ الإِكثارُ من هذا الذِّكر والدُّعاء، ويَجتهدُ في ذلك، فهذا اليوم أفْضَلُ أيامِ السَّنَة للدُّعاء،
رابعاً : يشرع التكبير .
المقيد في يوم عرفة يبدأ من يوم عرفة ،للرجال والنساء للمقيم والمسافر بعد الصلوات الخمس المكتوبة ،ويكون بعد التسليمة الثانية من الصلاة الفريضة،
فيقول الرجل والمرأة:
-أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله، اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام ثم التكبير ثم أذكار الصلاة ، يفعل هذا بعد كل صلاة إلى عصر (يوم ١٣)
نسأل الله ان يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.
