في عالم الحركة الكشفية، حيث تُغرس القيم وتُبنى الشخصيات، تبرز نماذج نسائية ملهمة، وهنا نلتقي بإحدى القيادات اللاتي حملن راية العطاء باقتدار، وسلكن درب التغيير بقلب مؤمن ورؤية واضحة
.في الجزء الثاني من حوراها “شاهد الآن الإلكترونية”، نغوص في أعماق شخصية قيادية كشفيّة، لم تكن مجرد مشاركة في المخيمات، بل صانعة فرق، وحاملة لرسالة سامية، تبدأ من ساحة التدريب، ولا تنتهي إلا ببصمة أثر.
تحدثنا بكل شفافية عن المسؤولية، والعطاء، والأسرة، والوفاء للحركة الكشفية، فكانت كلماتها أقرب إلى نبض قلب كشفية حقيقية.
إليكم تفاصيل التفاصيل :
- لو طُلب منك توجيه نصائح، فماذا تقولين أولًا لفتيات الكشافة، ثم للرائدات، وأخيرًا لزملائك قادة الكشافة؟
إذا كانت هناك نصيحة، فأقول للقائد:
إن ذلك الطفل أو الشاب أو الفتاة، عندما يُحضِره والدُه أو تُحضِره والدتُها إلى المخيم أو التجمع الكشفي، فإنه أمانة في عنقك، وأنت مسؤول عنه، فلابد أن تصون هذه الأمانة وتحافظ عليها من جميع الجوانب: الأخلاقي، والترفيهي، والنفسي، والتعليمي، وغيرها.
عليك أن تُشعره بأنه في بيته الثاني، وأن توفّر له بيئة صحية ونقية، وتعاملًا طيبًا يجعله يشتاق للعودة مرة أخرى إلى المخيم أو التجمع. كما يجب الحفاظ على العلاقة معه بالتواصل حتى بعد انتهاء المناسبة، لتظل العلاقة مستمرة وقائمة.
أما بالنسبة للفتيات، فأقول لهن:
تمسّكن بالقيم والمبادئ التي تربيتن عليها، وكونوا تلك الفتاة التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: “رفقًا بالقوارير“، فهذا يدل على عِظم مكانتها وقيمتها.
يمكن للفتاة أن تحافظ على هذه القيمة إن التزمت بمبادئها وأخلاقها، وتعاملت مع الآخرين داخل المخيمات والتجمعات في إطار الاحترام والمبادئ السليمة.
- دعنا نخرج عن إطار الحديث حول الكشافة، وننتقل إلى جانبك الاجتماعي، لأسألك عن حياتك في المنزل، ومن يحيطون بك من أفراد أسرتك؟
كل من حولي يدرك تمامًا أنني مؤمنة بالحركة الكشفية، وأحبها، ولا يمكن لأحد أن يثنيني عن هذا الشغف المهم في حياتي. لدي رسالة يجب أن أؤديها تجاه كل من ينتمي إلى هذه الحركة. فأنا أمّ، وأعمل مع فتيات الكشافة، وأيضًا مع أمهاتهن، بدافع رغبتي في سدّ الفجوة بين الأبناء والبنات وأمهاتهم.
وخلال العامين الماضيين، حققنا ــ ولله الحمد ــ نتائج طيبة جدًا، واستفاد الكثيرون من الدورات التي أقدّمها. وعلى سبيل المثال، زوجي لديه أربعة أبناء أتعامل معهم كأنهم أبنائي، بل إن علاقتي بأحفاده أقوى من علاقته هو بهم.
ومن شدة عشقي للعمل الكشفي، كدت أن أُسجن إثر حادثة تسببت في إصابة إحدى الزهرات، ما جعلنا نواجه مساءلة قانونية. وبعد انتهاء المشكلة، عدت مباشرة إلى النشاط، حتى أن البعض من أهلي وأصدقائي كانوا يسألونني: “أيعقل أن تعودي للنشاط بعد أن كدتِ تُسجَنين بسببه؟!”
- وصلنا إلى ختام الحوار.. هل هناك شيء تودين إضافته؟
أولًا، أشكر زوجي العزيز، فهو الداعم الأول في مشواري الكشفي، ويتحمّل عبئًا كبيرًا، يصل أحيانًا إلى حدّ الإنفاق.
يعلم جيدًا أن إسعاد الآخرين نعمة، ويثق بي سواء كنت داخل البلاد أو خارجها، عندما أتنقّل للمشاركة في أي نشاط. بل إنه كثيرًا ما يرافقني إلى أماكن متعددة.
وأخيرًا، أقول: “كشاف يومًا، كشاف دومًا”. فالكشفية أن تعطي لا أن تأخذ، وهي ليست مناصب بل عطاء وبذل وتضحية.
وأنا أعتبر الكشفية بيتي الثاني، ولله الحمد اكتسبت من خلالها إخوةً وأخوات، وعلاقات كثيرة وواسعة. وأسعى دائمًا لأن تكون لي بصمة خير وعطاء، نُسهم من خلالها في مساعدة طفل، أو إعداد فتاة.
أشكرك على الاهتمام، وتخصيص هذا الوقت لإجراء الحوار، كما أشكر صحيفتكم الغراء “شاهد الآن الإلكترونية” على مواكبتها المستمرة للأنشطة الكشفية.





