في عالم الرياضة، تعتبر اللياقة البدنية من أهم عناصر الإعداد البدني وضرورة أساسية للرياضيين من أجل تحقيق الأداء الأمثل والوقاية من الإصابات، فاللياقة البدنية أصبحت علمًا متكامل الأركان يبدأ بالتغذية الصحية، وتقنين الأحمال التدريبية، والاستشفاء العضلي، والراحة النفسية، إلى جودة النوم، فهي منظومة متداخلة تسهم بشكل مباشر في تحسين جودة الحياة، والوقاية من الإصابات، وتعزيز الصحة العامة، ودعم الصحة النفسية والعقلية، وتبرز العديد من الأسئلة حول كيفية الوصول إلى أفضل مستوى بدني ممكن؟
وحول هذا الموضوع كان لنا هذا الحوار مع الكابتن عبدالعزيز الدوسري، أخصائي اللياقة البدنية والذي أشرف على مجموعة من عمليات الاعداد البدني في عدد من الأندية السعودية، لنسلط الضوء على أبرز الجوانب المرتبطة بالإعداد البدني و اللياقي، من خلال مجموعة من الأسئلة البسيطة والمباشرة، التي تحمل في طيّاتها معلومات قيمة لكل من الرياضيين والممارسين والهواة أو المهتمين.
حوار – عبدالمجيد العويس:
اللياقة البدنية والإصابات
بداية .. كيف يمكن للياقة البدنية حماية الرياضي أو الرياضيين من الإصابات؟
الإعداد البدني له دور مهم جداً في التقليل من خطر الإصابات، حيث يهدف إلى تجهيز اللاعبين بدنيًا ونفسيًا وذهنيًا قبل بداية الموسم وأثناءه، يشمل هذا الإعداد تحسين القوة العضلية، التوازن، المرونة، والتحمل، وهي عوامل تقلل من احتمالية حدوث إصابات ناتجة عن الإجهاد أو الحركات الخاطئة.
عملية الاستشفاء
بمعنى أن اللياقة تساعد أيضا في تسريع الاستشفاء .. صحيح؟
نعم، وهناك عوامل عديدة تسهم في تسريع عملية الاستشفاء بعد الجهد البدني، من أبرزها تقنين الأحمال التدريبية، النوم الجيد، التغذية السليمة، واتباع أساليب الاستشفاء المتنوعة مثل التمدد، الحمامات الباردة، التدليك، واستخدام أدوات الاستشفاء الحديثة كأجهزة الضغط الهوائي أو العلاج بالتبريد.
تقييم الأداء البدني
كيف يتم تقييم الأداء البدني للاعبين؟
يتم ذلك عبر اختبارات بدنية باستخدام أجهزة قياس حيوية، إضافة إلى قياسات اللياقة القلبية التنفسية، القوة العضلية، ومرونة العضلات والمفاصل بناءً على نتائج هذه التقييمات، ويمكن تصميم برامج تدريبية فردية تركز على تحسين نقاط الضعف وتعزيز نقاط القوة، مما يسهم في تطوير الأداء الرياضي بشكل آمن وفعّال.
التغذية والرياضة
وكيف يمكن أن تؤثر التغذية على أداء اللاعبين؟
تُعد التغذية عنصرًا أساسيًا لا يقل أهمية عن التدريب نفسه في حياة اللاعب المحترف، حيث تؤثر بشكل مباشر على الأداء البدني والذهني أثناء التمارين والمباريات، فيجب أن يتابع اللاعبون المحترفون تغذيتهم بدقة مع أخصائي تغذية رياضية، لضمان تلبية احتياجاتهم اليومية من السعرات والمغذيات الدقيقة والكبيرة.
تطوير اللياقة البدنية
وما مدى أهمية اللياقة البدنية في حياة الشخص اليومية؟
اللياقة البدنية لا تقتصر على الرياضيين فقط، بل هي عنصر أساسي لحياة صحية ومتوازنة لكل فرد، بغضّ النظر عن عمره أو نمط حياته. فهي تسهم بشكل كبير في تحسين الصحة العامة من خلال تقوية القلب، تحسين وظائف الجهاز التنفسي، وتنشيط الدورة الدموية، مما يقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري، ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب.
التمارين العشوائية
وهل هناك جوانب من الممكن أن تساعد في تعطيل أو تعيق تطور اللياقة؟
نعم، هناك عدة عوامل قد تعيق تطور اللياقة البدنية، ومن أبرزها الجهل بأساسيات الرياضة والتغذية، حيث يُمارس الكثير من الأشخاص التمارين بشكل عشوائي دون معرفة صحيحة بكيفية أداء التمارين، أو فهم أهمية التدرج في الحمل التدريبي، أو كيفية التوازن بين الجهد والراحة. كما أن التغذية غير السليمة، مثل الإكثار من السكريات أو إهمال البروتين والماء، تؤثر سلبًا على نتائج التمارين والاستشفاء العضلي.
البداية بخطوة
وهل يوجد هناك خطوات بسيطة من شأنها أن تساعد على تطوير اللياقة؟
تطوير اللياقة لا يتطلب بالضرورة معدات احترافية أو ساعات طويلة في النادي، بل يمكن تحقيق تقدم ملحوظ من خلال العزم، الجدية، والاستمرارية، فهي المفاتيح الأساسية لأي تحسن بدني. أول خطوة هي دمج النشاط البدني في روتينك اليومي بشكل طبيعي، مثل المشي السريع لمدة 30 دقيقة، استخدام الدرج بدلًا من المصعد، أو ممارسة تمارين بسيطة في المنزل. فالاعداد البدني المتكامل لا يقتصر فقط على التمارين، بل يشمل أيضًا التغذية السليمة، الراحة، الاستشفاء، والوعي بالتحديات التي تواجهنا، اللياقة ليست هدفًا لحظيًا، بل نمط حياة يحتاج إلى التزام واستمرارية، فيجب علينا أن نجعل من الرياضة عادة، ومن العافية أسلوبًا، وأن لا ننسى أن الرحلة نحو صحة أفضل تبدأ بخطوة واحدة.




