خلال جولة ميدانية لصحيفة شاهد الآن على طريق الجنوب الرابط بين الباحة والطائف، رصد الفريق واحدة من أبرز الظواهر الطبيعية والزراعية التي تميز المنطقة، حيث يتربّع وادي بوا كأحد أعظم أودية الحجاز، الممتد من أعالي جبال السروات بالقرب من الطائف، متجهًا نحو الجنوب الشرقي حتى يصب في وادي تربة على أطراف نجد.
ويمثل وادي بوا شريان حياة زراعي وتاريخي، شهد على مرّ العصور استيطانًا بشريًا ونشاطًا تجاريًا متواصلاً، تدعمه الطبيعة الخصبة ووفرة المياه الجوفية والآبار الممتدة على طول الوادي.
وخلال التجوال، لفتت أنظار الفريق الصحفي أشجار النخيل المحمّلة بتمور الصفري، التي شكّلت لوحة زراعية خلابة، وجذبت أنظار المسافرين والمصطافين، الذين لم يترددوا في التوقف لشراء هذه التمور الفاخرة، المعروضة بطريقة تقليدية على معاليق حديدية، بأسعار تتراوح بين 40 إلى 50 ريالًا للقنو الواحد.
وأوضح عدد من المزارعين أن تمور الصفري تُعد من أجود أنواع التمور، وتتميّز بقابليتها العالية للتخزين طويل الأمد دون فقدان الطعم أو الجودة، إلى جانب لونها الأصفر الذهبي، وليونتها، وسهولة هضمها، وخلوّها من الألياف الخشنة، مما يجعلها خيارًا مفضلاً في الأسواق المحلية ومطلبًا في أسواق التصدير الخارجي.
وفي تصريح لـ “شاهد الآن”، أشار المزارع سعد الحارثي إلى أن وادي بوا يُعد من أبرز الأودية الزراعية على طريق الجنوب، إذ تنتشر فيه مئات المزارع التي تنتج سنويًا كميات وفيرة من الخضروات الموسمية والفواكه الطازجة، مثل: الطماطم، الخيار، الفلفل، الباذنجان، البطيخ، الشمام، العنب، والرمان، والتي تغذي الأسواق المحلية وتدعم سلة الغذاء الوطني.








