في بلدتنا الغالية، تتجلى العادات والتقاليد في أبهى صورها، فتجد الترابط الاجتماعي راسخًا في الأفراح والأتراح، وكأن الناس جميعًا بيت واحد، تجمعهم المحبة ويؤلف بينهم الوفاء. وفي المدن والقرى الصغيرة، مثل جشتنا الحبيبة، تتجلى هذه الروح أكثر صفاءً ودفئًا.
أهل الجشة أهل نخوة وفزعة، إذا حلت الأفراح تراهُم كبارًا وصغارًا يلبّون الدعوة، ويقطعون المسافات بصدر رحب وقلوب مفعمة بالسرور. وإذا نزلت المحنة أو حلّ المصاب، كانوا أوّل الحاضرين لمواساة أهل المكلوم، فلا يتركونه وحيدًا في حزنه، بل يحيطونه بالعطف والدعاء.
ولمّا مرّ أخي أديب أبو عبدالله بوعكة صحية، لم يهدأ مجلسنا من أبناء نفيع، حضروا وتواصلوا، فكان لدعمهم النفسي أثر عظيم في تخفيف وطأة المرض، وشعور جميل يذكرنا بأننا في مجتمع أصيل، قلوبه نقية، وأخلاقه رفيعة، وتواصله عادة متجذرة في بيوت تربّت على الفضيلة والمروءة والمرجلة.
وقد صدق قول الحبيب صل الله عليه وسلم : «المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضًا».
وهكذا أنتم يا أهل الجشة، شدٌّ وسند، ووصال لا ينقطع.
أخيراً ،، من لا يشكر الناس لا يشكر الله، فجزاكم الله عنّا خير الجزاء يا أهل الجشة الكرام. إن كلمات الشكر لتقف عاجزة أمام عطائكم ووفائكم. شكرًا لكل من سأل أو اتصل أو أرسل أو دعا لأخي أديب، أسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء، وأن يسبغ عليكم ثوب الصحة والعافية، وألّا يريكم مكروهًا في الدنيا ولا في الآخرة.
عن ابناء/ عبدالله المليفي رحمة الله
محبكم
انور عبدالله المليفي




