بقلم أحمد الخير  

1. ‏
   ‏ضجّ العالم بعدما كشفت الصين عن
   ‏أسعار الماركات الحقيقية، ذُهل البعض من الصدمة، وبكى آخرون من الفاجعة، وبقي البعض متفرجاً صامتاً !
   ‏ذُهل من كان يعقتد بأن الماركة أياً كان نوعها تصنّع بمواد كيمائية نادرة، وأحجار كريمة تستخرج من قاع الهامور، وأنها عصيّة الا لمن فتح الله عقله وأرشده الى كيفية صنعها، فهؤلاء هم “دلوخ” هذه الأمّة.
   ‏وبكى من بَدد ماله، ابتغاء رضا الناس، معتقداً أن هذه القطعة، ستجعله بجمال يوسف -عليه السلام- أو تظهره وكأنه فاحش الثراء كـ “إيلون ماسك” أو ستخفي ملامح فقره الواضح، أو تحذف اسمه من قائمة المدينين في “تابي وتمارا”.
   ‏إن هوَس المرء بشراء الماركة، دليل على فقره المعنوي، وقلّة ثقته بنفسه، فإن قال أحدهم فعلت كذا وأنجزت كذا، قفز كالأرعن قائلاً: أنا اشتريت كذا ! فيستمد كيانه من هذه الماركة، ظانّا بأنها ترفع قيمته في أعين الناس، ومعتقداً بأنه سيحظى بالحب والإعجاب .. إن مدمن الماركة يعاني نقصاً حاداً في تقديره لذاته، لذا تجده أحرص الناس عليها..

‏ولا يُفهم من كلامي أنني أريد الظهور كمتصوفٍ زاهدٍ في الدنيا، رثّ الثياب كئيب المنظر، ولكن إلبس ما يعجبك أنت، قبل النظر إلى ماركته، وارتدِ ما يناسبك أنت لا ما يناسب العالم و موضته، ففي النهاية لن تكون “دافيد بيكهام” ولن تكونِ “آنجلينا جولي” ..

‏عموماً اقتني ما طاب لك من “الماركات” مثنى وثلاث ورباع، ولكن تذكر دائماً أن السرج المذهب لن يجعل من الحمار حصاناً ..