بينما تشتعل مدن المملكة بحرارة الصيف اللاهبة، تظل أبها “عروس الجنوب” ترفض الانصياع لقوانين الطقس القاسية، وتغلق أبوابها أمام لهيب الشمس، محتفظةً ببرودتها العليلة ونسيمها الذي لا يعرف التوقف.
تقف أبها شامخة على قمم السروات، وكأنها تعلن بصوت الطبيعة أن للصيف حدودًا لا يمكن أن تتجاوزها هنا. فالزائر لهذه المدينة الساحرة يكتشف أن درجات الحرارة التي تثقل كاهل المدن الأخرى، تتحول في أبها إلى أجواء لطيفة تدعو إلى الاستجمام والهدوء.
لا عجب أن تتحول أبها في هذه المواسم إلى وجهة يقصدها الباحثون عن الراحة من حرّ الصيف، حيث تتزين شوارعها بالخضرة، ويعانقها الضباب على سفوحها، ليمنح كل من يزورها لحظة سلام داخلي لا مثيل لها. فهي مدينة تجمع بين عبق التراث وحداثة الحاضر، وبين سحر الطبيعة وكرم الإنسان.
“أبها ترفض الصيف” ليست مجرد عبارة، بل واقع يعيشه أهلها وزوارها كل يوم، حينما يفتحون نوافذ منازلهم ليجدوا الغيوم تعانق الجبال، والمطر يزورهم فجأة ليحكي قصة مدينة اختارت أن تكون مختلفة.
ولأن الجمال لا يكتمل إلا حين يُترجم في الفن، لم تكن أبها بعيدة عن قلوب الفنانين، فقد تغنّى بها طلال مداح في رائعته الشهيرة “شفت أبها”، واصفًا سحرها وبهاءها وكأنها لوحة لا يُملّ النظر إليها، لتبقى المدينة أيقونة الفن والطبيعة معًا.
وفي وقت يسعى فيه الكثيرون للهروب من قسوة الأجواء، تظل أبها تستقبلهم بأحضانها الباردة، لتبقى الوجهة الأولى لعشاق الطبيعة والباحثين عن صيفٍ بطعم الشتاء.




