إن الدعاء للأبناء من أعظم ما يوصي به القرآن الكريم، وقد تجلّى ذلك في دعوات خليل الله إبراهيم عليه السلام، التي حوت دروسًا بالغة في أهمية الدعاء وصفاته. ومن أبرز ما نستفيده منها:
❶ استفتاح الدعاء بالحمد والثناء على الله، ونسبة نعمة الولد إليه سبحانه، قال تعالى:
{الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء} [إبراهيم: 39].
❷ الدعاء بحفظ الأبناء من الشرك وأسبابه، إذ أعظم ما يُخشى عليهم هو الانحراف عن التوحيد، قال تعالى:
{وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ} [إبراهيم: 35].
• قال ابن كثير رحمه الله: “ينبغي لكل داعٍ أن يدعو لنفسه ولوالديه ولذريته.”
• وقال إبراهيم بن يزيد التيمي تعليقًا: “ومن يأمن البلاء بعد إبراهيم؟”
❸ الدعاء للأبناء بإقامة الصلاة، فهي عمود الدين وأعظم العبادات، وقد كانت وصية النبي صلى الله عليه وسلم في آخر حياته، كما دعا إبراهيم عليه السلام لذريته فقال:
{رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ} [إبراهيم: 37].
وقال أيضًا:
{رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء} [إبراهيم: 40].
❹ اغتنام أوقات إجابة الدعاء، فهي مظانّ استجابة الدعاء للأبناء، مثل: بين الأذان والإقامة، ووقت السحر، وحال السجود، وفي السفر، وللصائم عند فطره.
❺ التحذير من الدعاء على الأبناء، فقد قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على خدمكم، ولا تدعوا على أموالكم؛ لا توافقوا من الله ساعة يُسأل فيها عطاء فيُستجاب لكم).
❻ شمول الدعاء لأمور الدين والدنيا مع تقديم الأهم، فلا ينحصر في مطالب الدنيا ويُغفل ما يعين الأبناء على دينهم وآخرتهم، فقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
(اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي) رواه مسلم.
❃ ومن هنا ندرك أن البداءة في الدعاء ينبغي أن تكون بأمور الدين، ثم يتبعها ما يتصل بالدنيا.
○ نسأل الله تعالى أن يصلح أبناءنا وأبناء المسلمين جميعًا، وأن يقرّ أعيننا بصلاحهم.




