صَلَاةُ الْكُسُوفِ فَرْضُ كِفَايَةٍ، لَا يَجُوزُ لِلْمُسْلِمِينَ تَرْكُهَا. وَقَدْ ذَهَبَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ إِلَى أَنَّهَا فَرْضُ عَيْنٍ يَجِبُ عَلَى كُلِّ فَرْدٍ أَنْ يُؤَدِّيَهَا، بَيْنَمَا يَرَى جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ أَنَّهَا سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ. وَأَصَحُّ الْأَقْوَالِ أَنَّهَا فَرْضُ كِفَايَةٍ، فَلَا بُدَّ مِنْ إِقَامَتِهَا عِنْدَ وُقُوعِ الْكُسُوفِ.
أَمَّا صِفَتُهَا، فَهِيَ صَلَاةٌ مُمَيَّزَةٌ لَا نَظِيرَ لَهَا بَيْنَ الصَّلَوَاتِ: يَبْدَأُ الْمُصَلِّي بِالتَّكْبِيرِ وَقِرَاءَةِ الْفَاتِحَةِ، ثُمَّ يَقْرَأُ سُورَةً طَوِيلَةً قِرَاءَةً مُمَدَّدَةً، ثُمَّ يَرْكَعُ رُكُوعًا طَوِيلًا. بَعْدَ ذَلِكَ يَقُومُ فَيَقْرَأُ الْفَاتِحَةَ وَسُورَةً طَوِيلَةً أَقْصَرَ مِنَ الْأُولَى، ثُمَّ يَرْكَعُ رُكُوعًا طَوِيلًا أَيْضًا، ثُمَّ يَرْفَعُ وَيُطِيلُ الْقِيَامَ، ثُمَّ يَسْجُدُ سَجْدَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ مَعَ الْجُلُوسِ بَيْنَهُمَا إِطَالَةً مُنَاسِبَةً. ثُمَّ يَقُومُ إِلَى الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ، فَيَفْعَلُ كَمَا فَعَلَ فِي الْأُولَى، إِلَّا أَنَّهَا أَخَفُّ فِي كُلِّ أَفْعَالِهَا، ثُمَّ يُسَلِّمُ.
❃ أَسْبَابُ الْكُسُوفِ:
الْكُسُوفُ مِنْ آيَاتِ اللهِ تَعَالَى الَّتِي يُرْسِلُهَا تَخْوِيفًا لِعِبَادِهِ وَتَذْكِيرًا لَهُمْ، لَا عَلَى سَبِيلِ الْعَذَابِ وَإِنَّمَا عَلَى سَبِيلِ الْإِنْذَارِ وَالتَّحْذِيرِ، كَمَا قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «يُخَوِّفُ اللهُ بِهِمَا عِبَادَهُ».
❃ الْخُطْبَةُ بَعْدَ الصَّلَاةِ:
يُسْتَحَبُّ لِلْإِمَامِ أَنْ يَخْطُبَ بَعْدَ صَلَاةِ الْكُسُوفِ؛ فَقَدْ ثَبَتَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ لَمَّا انْتَهَى مِنَ الصَّلَاةِ قَامَ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ وَعَظَ النَّاسَ وَذَكَّرَهُمْ. وَهَذَا هُوَ الْقَوْلُ الرَّاجِحُ الَّذِي رَجَّحَهُ الشَّيْخُ ابْنُ عُثَيْمِين رَحِمَهُ اللهُ.
❃ إِذَا لَمْ يَنْكَشِفِ الْكُسُوفُ بَعْدَ الصَّلَاةِ:
يُسْتَحَبُّ لِلْمُسْلِمِينَ أَنْ يُكْثِرُوا مِنَ الدُّعَاءِ وَالِاسْتِغْفَارِ وَالصَّدَقَةِ، تَأَسِّيًا بِالنَّبِيِّ ﷺ.
وَفِي الْخِتَامِ نَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يَرْزُقَنَا السَّلَامَةَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.




