في لفتة حضارية تستحق الإشادة، أطلق المجتمع المحلي في وادي السرح قبل ثلاثة أشهر مبادرة عفوية لتنظيف الغابة من النفايات البلاستيكية. وجاءت هذه المبادرة بعيدًا عن الإعلام والضجيج، إذ اعتاد الأهالي عند زيارتهم للمكان أن يجمع كل فرد ما يصادفه من مخلفات في كيس نفايات، ليضعه لاحقًا في صندوق سيارته ويتخلص منه بطريقة آمنة.
واليوم، وبعد مرور ثلاثة أشهر، ونحن في العاشر من شهر سبتمبر ٢٠٢٥م. يبدو الموقع أكثر جمالًا وصفاءً، بفضل هذا الجهد التطوعي الذي يعكس وعي المجتمع المحلي وحرصه على بيئته. ومن هنا تتأكد الحاجة إلى أن تتحمل وزارة البيئة والمياه والزراعة.. والجهات المختصة مسؤولياتها في دعم مثل هذه المبادرات، وتفعيل برامجها لحماية المواقع الطبيعية.
لقد جاءت هذه الخطوة استجابةً لما تركه بعص الناس من مخلفات، نتيجة اعتقادهم الخاطئ بأن الموقع – كونه مخططًا سكنيًا – لا يحتاج إلى حماية، وأن الجهات الرسمية ستتولى وحدها مهمة الحفاظ عليه. غير أن الحقيقة أن المسؤولية البيئية مشتركة بين الأفراد والجهات المعنية، وأن حماية الغطاء النباتي والمحافظة على المواقع الطبيعية مسؤولية جماعية تستلزم تعاون الجميع.
وخاصة بعد جهود فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة الكبيرة في تعزيز مبادرات التشجير بالمنطقة بشكل عام .
ولا شك أن أمانة العاصمة قدّمت مبادرات بيئية جيدة من قبل، ونأمل أن تبادر بمشروع رسمي لصالح موقع الوادي، بالتعاون مع بلدية المحافظة والمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي، لاسيما وأن الموقع لا يبعد سوى 30 كلم شمال العاصمة المقدسة.
، تظل مبادرة أهالي وادي السرح نموذجًا مُلهمًا للمشاركة المجتمعية الفاعلة، ورسالة واضحة بأن حماية البيئة تبدأ من وعي الأفراد قبل تدخل المؤسسات.
ولا يفوتنا أن نشكر..المهتمين بالبيئة..على ما نشروه من أعمال توثيقية ..لجوانب من وادي السرح..بهدف التوعية..ونشر المسؤولية.





