تلقيت اليوم الجمعة خبرًا كان كالصاعقة؛ الإعلان عن رحيل العزيز الغالي عدنان حمزة (أبو عصام)، الرجل القريب من القلب، والرفيق الذي جمعتني به أكثر من عقدين من العمل في مخيماتنا الكشفية بوزارة الرياضة، إلى جانب نشاطه الاجتماعي المتنوع، الذي أضاف له حضورًا مؤثرًا سواء في مكة أو جدة أو بقية المناطق التي خدم فيها موظفًا بمكاتب وزارة الرياضة، باحثًا عن الترقيات بجد واجتهاد.
كان (أباعصام) رجلًا واسع الصدر، طيب القلب، محبًا للبذل والعطاء. فتح لي أبواب عالم رياضات الدفاع عن النفس، وخاصة الكاراتيه، حين عملنا سويًا كمشرفين على هذه الرياضات في نادي الوحدة ، فكنت قريبًا منه في كل تفاصيلها حتى حصلت على الحزام الأسود الفخري، وارتدينا معًا البدلة والمنديل الكشفي. كنت ألمس فيه الاحترام والتقدير، وأرى فيه نموذجًا للعصامية والإصرار على التطوير المهني والاجتماعي باحترافية عالية.
يدخل القلب منذ اللقاء الأول، وكأن بينك وبينه كيمياء خاصة. واليوم، وقد رحل بعد صراع صبور مع المرض، شعرت بحزن عميق يعتصر القلب، فقد واجه ابتلاءه بثبات واحتساب حتى لقي ربه راضيًا محتسبًا.
ترك الراحل إرثًا كبيرًا من العلاقات الإنسانية الواسعة، ورصيدًا غنيًا من الزملاء والأصدقاء الذين عرفوه عبر نشاطاته الرياضية والاجتماعية والكشفية. وما زلت أتذكر جيدًا حزنه العميق على أحد أشقاءه الذي رحل قبله، وها هو اليوم يرحل ليترك لنا الأسى والفقد من جديد.
رحم الله (أبا عصام) ، وغفر له، وأسكنه فسيح جناته، وجعل قبره روضة من رياض الجنة، وألهمنا جميعًا الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.





