بعد ٢١٠ أيام، أي ما يقارب ثمانية أشهر قضيناها بين جدران المستشفى، عشنا فيها أصعب اللحظات وأكثرها وجعًا. أيام مليئة بالخوف والدموع والانتظار الطويل، حيث كنت أرى أختي ريا تعاني وهي تدخل غرفة العمليات خمس مرات. كل مرة كانت تمر كأنها أبدية، نخرج منها منهكين جسديًا ونفسيًا، لكننا كنا متمسكين بخيط رفيع من الأمل، متسلحين بالدعاء والإيمان بأن الله لن يخذلنا.
قبل أيام، وبعد كل هذا التعب والألم، أقول: الحمد لله والشكر لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه. خرجت أختي ريا من المستشفى وهي بصحة طيبة، وهذا بحد ذاته نعمة وفرحة لا توصف. لكن، قدر الله وما شاء فعل، فقد أصبحت ريا مقعدة، لا تمشي كما كانت. هذا الخبر قد يوجع القلب، لكنه لا يهز إيماننا. نحن مؤمنون بأن ما كتبه الله هو الخير، وأن الصبر هو مفتاح جبر القلوب. الله كريم، قادر على أن يبدل حزننا فرحًا، ويعوض ريا خيرًا عن كل لحظة ألم مرت بها.
أدعو الله أن يجعل هذه الأيام شاهدة لها لا عليها، وأن يمنحها من القوة والرضا ما يفوق وصف البشر. أسأله سبحانه أن يجعل هذه التجربة سببًا لرفعة درجاتها في الدنيا والآخرة.
لا يمكنني أن أنسى شكر كل من وقف معنا في هذه المحنة، من دعم وسؤال ودعاء. جزاكم الله خيرًا، ولا أراكم مكروهًا في عزيز لديكم.





