في عالم يمتلئ بالتحديات، تبرز قصص الشجاعة والصمود لتلهم الآخرين وتعيد لهم الأمل. من بين هذه القصص، تبرز قصة نوف السعد، محاربة السرطان ومؤلفة كتاب “شكرًا يا سرطاني“. خلال مشاركتها في معرض الرياض الدولي للكتاب 2025، فتحت نوف أبواب تجربتها الشخصية أمام القرّاء والزوار، لتروي رحلة الصدمة والمعاناة، وتحويل المحنة إلى منحة، وسط تفاعل كبير من محاربات السرطان والإعلاميين والجمهور.
في هذا الحوار، نتعرف على مسيرتها، خطوات مقاومتها للمرض، فكرة كتابها ورسائلها لكل من يواجه تحديات الحياة، وكيف كانت الكتابة وسيلة للتعبير عن الألم والتحوّل إلى أمل. نوف السعد تقدم نموذجًا حيًا للقوة الداخلية والإيمان، وتثبت أن الإرادة واليقين بقدرة الله يمكن أن تغيّر مسار الحياة وتجعل كل دقيقة فيها ثمينة ، اليكن تفاصيل ماجاء في حديثها :
نتعرف عليك أولًا؟
أنا نوف السعد، محاربة السرطان، ومؤلفة كتاب “شكرًا يا سرطاني“. إنسانة مؤمنة بقضاء الله وقدره.
ما مشاركتك في معرض الرياض الدولي للكتاب 2025؟
مشاركتي في معرض الرياض الدولي للكتاب 2025 جاءت من خلال جناح “تكوين“، حيث أقدّم كتابي “شكرًا يا سرطاني“. وبين أروقة المعرض ألتقي بالأخوة المؤلفين والأخوات المؤلفات، ونتبادل الحديث عن تجارب الكتابة والنشر.
أشارك الزوار تفاصيل رحلتي مع المرض، وأتحدث في اللقاءات الإعلامية عن الدروس التي تعلمتها من تلك التجربة لحظات التوقيع كانت مختلفة، مفعمة بالمشاعر، أرى فيها انعكاس الأمل في عيون من مرّوا بتجارب مشابهة.
إنها تجربة ثرية أعتز بها، جمعت بين الكتاب، والقرّاء، والحياة بكل ما فيها من تحدٍ وجمال.
صفي لنا تجربتك مع المرض، وما الخطوات التي اتبعتِها في مقاومته؟
تجربتي مع المرض قابلتها بالإيمان، وتقبل الصدمة، وتحويل المحنة إلى منحة، ومارست حياتي بشكل طبيعي حتى وصلت إلى مستوى الاستقلالية في المقاومة.
وماذا عن كتابك “شكرًا يا سرطاني”؟ هل يمكنك أن تروي لنا فكرة الكتاب وتجربتك من خلاله؟
كتاب “شكرًا يا سرطاني“ يحكي قصتي مع المرض منذ اكتشافي له، بداية من الصدمة الأولى، وما مررت به من معاناة وقلق ومطبات صعبة جدًا. أتناول فيه أثر الدعم الأسري، وأبرز يقيني الذي ساعدني كثيرًا على تجاوز مراحل المرض. وما أوردته في الكتاب يمكن أن ينطبق على أي مرض مزمن، ليس السرطان فحسب، بل على أي حالة أو شدّة يمر بها الإنسان، وكيف يمكنه الخروج من النفق المظلم إلى نور الحياة بشكل أفضل.
وهل لاحظتِ تفاعل الزوار أو من حولك مع قصتك ومحتوى كتابك؟
نعم، وجدت تفاعلًا كبيرًا، وزارني في الجناح عدد من محاربات السرطان. كما تلقيت دعوات متعددة للاستضافة في القنوات الفضائية، وخلال المقابلات يُطلب مني الحديث عن كتابي. أجد تفاعلًا واسعًا من الإعلاميين ومن الأشخاص من حولي.
أنا في الأصل ممثلة، لكنني لم أُعرَف على نطاق أوسع إلا بعد المرض، فقد كان السرطان نافذتي لاكتشاف الحياة من جديد. في مرحلة من حياتي فقدت الشغف تمامًا، لكن بفضل الله ثم بإرادتي القوية عدت من جديد، وأصبحت أقدّر كل دقيقة في الحياة، فمجرد أن أستيقظ كل صباح وأنا مفعمة بالأمل يساوي عندي الدنيا وما فيها.
لو طُلب منك توجيه رسالة إلى من يعانون من مرض السرطان، ماذا تقول لهم؟
أقول لهم: حولوا الألم إلى أمل، والمحنة إلى منحة، ولا تيأسوا من رحمة الله. إذا كان لدينا يقين بقدرة الله، فستهون علينا كل الأمور مهما عظمت. قووا إيمانكم بالله وتمسّكوا به. لقد التقيت بأكثر من 300 محارب ومحاربة للسرطان في الدول العربية، وكان سلاحهم الأهم هو الإيمان. ورغم ما يعرف عن صعوبة المرض، بقدرة الله وفي لحظة يكتب الشفاء للإنسان. ونصيحتي للجميع: لا تبحثوا في محركات البحث، فهي عدوٌّ لدود، إذ تشخص المرض بشكل خاطئ وتزوّدكم بمعلومات غير صحيحة وحتى عن طرق العلاج.
في رأيك، هل تسهم الكتابة والانشغال بها في تقوية مقاومة الإنسان لأي محنة، ومنها المرض، وتحديدًا السرطان؟
نعم، كنت عازمة على توثيق تجربتي عبر “سناب شات”، لكن كثرة الملاحظات دفعتني لتجميعها في كتاب، وهو بالتأكيد أسهل وأفضل ، وان شاء الله ينال اعجاب الجميع






