الحمد لله على نعمه التي لا تُعد ولا تُحصى، ومن بين أعظم هذه النعم نعمة النسيان. هذه النعمة التي تجبر خواطرنا وتلملم شتات أرواحنا بعد أن تعصف بها رياح الفقد والألم. في حياتنا أيام مؤلمة، لحظات فقدنا فيها أشخاصًا كانوا جزءًا من قلوبنا، نعتقد أننا لا نستطيع العيش بدونهم، ولكن الله بلطفه وحنانه منحنا القدرة على النسيان، تلك الرحمة التي تُخفف عنا ثقل الذكريات وتجعلنا قادرين على المضي قدمًا.
صحيح أننا ننسى، ولكن الحياة لا تخلو من لحظات ضعف، حين تضيق بنا الدنيا وتثقل علينا الأعباء، نعود بذاكرتنا إلى من كانوا معنا، إلى تلك الأوقات التي كنا نشعر فيها بالأمان والدفء بوجودهم. الحزن والألم ليسا إلا زائرين، يأتيان على هيئة طيف يمر بنا بين الحين والآخر، يذكرنا بما فقدناه، لكنه أيضًا يذكرنا أننا بشر، وأننا قادرون على التكيف والصبر.
النسيان ليس خيانة للذكريات، بل هو جزء من رحمة الله بنا، كي نستطيع أن نعيش ونتجاوز. هو طريقة الحياة لتقول لنا: استمروا، فما زالت هناك أيام جميلة في انتظاركم، وما زال هناك أمل يتجدد مع كل شروق شمس. الحزن قد يمر، لكننا دائماً ننهض، لأن الله لا ينسى عباده، ولأن الحياة تستمر رغم كل ما فقدناه.




