شهدت غرفة مكة المكرمة مساء أمس الأربعاء الـ10 ديسمبر لقاءً حواريًا ثريًا نظمه فرع هيئة الصحفيين السعوديين بمنطقة مكة، استضاف معالي وزير الثقافة والإعلام الأسبق الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، تحت عنوان: “الصحافة في المملكة: رؤى وتطلعات، فرص وتحديات”. وحضر اللقاء نخبة من الإعلاميين والإعلاميات والمسؤولين والمهتمين بالشأن الإعلامي.
وفي مستهل حديثه، قدّم معاليه شكره لهيئة الصحفيين والحضور، مستعرضًا المسار المتنامي للإعلام السعودي وريادته عربيًا وعالميًا، وما شهده من تطور في الصحافة الإلكترونية والبث التلفزيوني والمحتوى الثقافي والمسرحي. وأكد أن بدايات الإعلام السعودي تعود إلى عام 1924م مع صدور صحيفة “أم القرى” بأمر الملك عبدالعزيز – رحمه الله – لتكون أول صحيفة وطنية ومصدرًا رسميًا للقرارات الحكومية.
وتناول معاليه مراحل تطور الصحافة السعودية، بدءًا من الصحافة الفردية ذات الطابع الأدبي مثل “صوت الحجاز” و“قريش”، مرورًا بالصحف الإقليمية في الشرقية والوسطى، وصولًا إلى مرحلة دمج المؤسسات الصحفية وتحويلها إلى شركات رفعت مستوى الجودة وخفّضت التكاليف. كما استعرض التحديات التي مرت بها الصحافة الورقية بسبب انخفاض حجم الإعلانات، مقابل صعود الصحافة الإلكترونية التي باتت أكثر انتشارًا ومرونة.
وفي إطار رؤيته لمستقبل الإعلام، شدّد الدكتور خوجة على ضرورة الاستثمار في التأهيل الصحفي، والارتقاء بجودة المحتوى، ومواكبة التحول التقني المتسارع بما ينسجم مع رؤية المملكة 2030، مؤكدًا أن المهنية والعمل الجاد هما معيار النجاح في الإعلام الحديث. واستشهد بالتطور الهائل في أدوات البث من جهاز الراديو التقليدي إلى البث المباشر عبر الأجهزة الذكية.
وقد عقّب رئيس هيئة الصحفيين السعوديين الأستاذ فهد الأحييوي على كلمة معاليه، مؤكدًا ملامستها لواقع المهنة وتحدياتها. كما أشار عميد صحفيي مكة الأستاذ خالد الحسيني إلى أهمية وضع ضوابط واضحة للنشر تحمي المحتوى الوطني من الاستخدام غير المنضبط.
وفي لفتة تقديرية، قامت هيئة الصحفيين السعوديين بتكريم معالي الدكتور عبدالعزيز خوجة، إضافة إلى تكريم عدد من الجهات الداعمة للقاء، وعلى رأسها قناة “صاد” نظير حضورها الإعلامي وإسهامها في التغطية.
واختتم اللقاء بكلمة مؤثرة لمعاليه، استعاد خلالها جهود الصحفيين القدامى في الميدان وصعوبة الحصول على المعلومة آنذاك، معتبرًا أن السهولة المتاحة اليوم تُحمّل الإعلاميين مسؤولية أكبر لصناعة محتوى مهني مؤثر، داعيًا الشباب إلى اقتناص فرص التطور التقني وتطوير قدراتهم ليكونوا في مستوى طموحات المملكة.





