حينما نتحدث عن دور المحلل الفني في استوديوهات البرامج والمباريات، فإن هذا الدور لا يقتصر على كشف نقاط قوة المنتخبات أو تبيان الخلل الواضح فيها؛ فهو، في ذلك، يشبه الطبيب الذي تتمثل مهمته في تشخيص الخلل أو تنبيهك إلى جوانب القوة في صحتك.
لكن، وبصراحة، استفزني حديث أحد المحللين الفنيين حينما قال إن منتخبنا الوطني لا يستحق الفوز، رغم تحقيقه الانتصار وتأهله على حساب المنتخب الفلسطيني. تمنيت منه ألا يتسرع في إطلاق مثل هذا الحكم، لأنه شخصيًا لن يرضى أن يُقال ذلك عن منتخب بلاده لو مرّ بالظروف نفسها، ثم يُقلَّل من إنجازه رغم أنه فاز وحقق التأهل، وهذا هو الأهم في مباريات خروج المغلوب.
في كرة القدم، لا توجد عوامل ثابتة ومحددة تضمن الفوز والانتصار؛ فأحيانًا تكون الأفضل فنيًا فتفوز، وأحيانًا أخرى تدخل المباراة بذكاء، وتلعب على جزئيات وتفاصيل معينة تقودك إلى تحقيق الهدف. هذا الأمر يدركه من مارس كرة القدم لاعبًا، ومن تشبّع بها مشاهدةً ومتابعة، وهو ما يجب أن يعيه كل من يدخل مجال التحليل الرياضي، قبل أن يتحول إلى شخص يثير الاحتقان والتعصب واللغط.
وليس كل من مارس كرة القدم، أو كان أحد أساطيرها، يعني بالضرورة أنه يصلح للتحليل الرياضي؛ فبعضهم موهوب في المهارات الفنية داخل الملعب، لكنه فقير من حيث الفكر والثقافة والرؤية التحليلية.





