في معرض جدة للكتاب 2025، وتحديدًا في منصة ركن المؤلف السعودي، التقيت بالكاتبة السعودية المكية إلهام محمد عرب، مؤلفة كتاب ” رسائل ملهمة” ، لقاءً ترك في النفس أثرًا عميقًا، وشعورًا صادقًا بالفخر والاعتزاز بنماذج نسائية سعودية تجمع بين العلم، والأدب، والرقي في الحضور.
ما شدّني في هذا اللقاء لم يكن العنوان وحده، بل الإنسانة قبل الكتاب؛ سيدة مكية هادئة، متزنة في حديثها، راقية في طرحها، تفرض احترامها دون تكلف، وتقدّم نموذجًا مشرفًا للمرأة السعودية المثقفة، المتسلحة بالعلم والأدب، والمعتزة بهويتها وحجابها، حضورًا وسلوكًا وفكرًا ، من أسرة مكية عريقة ومعروفة
( إلهام عرب) تحمل درجة البكالوريوس في الرياضيات، وهو تخصص يعكس عمق التفكير ودقة التحليل، وقد وظّفت هذا الأساس العلمي في مسارها المهني والتدريبي، حيث تعمل مدربة تطوير ذات، وقدّمت خبراتها التدريبية والتعليمية داخل المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، مساهمة في بناء الوعي وتنمية القدرات الإنسانية.
ولها إسهامات بحثية مميزة، من أبرزها ورقة عمل بحثية بعنوان ” التميز المؤسسي بالقيادة الذكية عاطفيًا” ، تناولت فيها مفاهيم القيادة الحديثة وأثر الذكاء العاطفي في صناعة النجاح المؤسسي، ما يعكس وعيًا متقدمًا ورؤية عميقة تتجاوز حدود التدريب التقليدي.
كما تولّت سابقًا إدارة معهد تدريب عالٍ، قبل أن تواصل عطائها اليوم من موقعها الحالي كمساعدة إدارية في مدرسة الثانوية الموهوبات بجدة، حيث تلامس العقول الواعدة، وتسهم في بيئة تعليمية تُصنع فيها القيادات المستقبلية.
كتابها «رسائل ملهمة» ليس مجرد نصوص، بل خلاصة تجربة إنسانية ومهنية، تنبض بالقيم، وتحفّز القارئ على التأمل والتغيير الإيجابي، وتؤكد أن الكلمة الصادقة حين تصدر من قلب واعٍ، تصل مباشرة إلى القلوب.
لقاء (إلهام عرب) كان رسالة بحد ذاته؛ رسالة تقول إن المرأة السعودية المكية قادرة على الجمع بين الأصالة والمعاصرة، العلم والأدب، الهوية والطموح، وإن الإلهام الحقيقي يبدأ من الداخل… ثم يُكتب.





