طالعنا في مجموعات رواد الكشافة والمرشدات على التطبيق الاجتماعي “واتساب” رسالة منسوبة إلى رئيس اللجنة الكشفية العربية القائد سعيد معاليقي ، تحتفظ صحيفة شاهد الآن بنسخة، تضمّنت عبارات وتأويلات أثارت تساؤلات واسعة في الأوساط الكشفية، لما حملته من إيحاءات تمس مراحل سابقة ورموزًا أسهمت في بناء العمل الكشفي العربي.
وفي هذا السياق، قال الأستاذ فيصل خزيم العنزي إن الخطاب الكشفي، متى ما خرج من إطار المسؤولية الجامعة إلى منحدر التلميح والإلغاء، يصبح من الواجب توضيح الموقف حفاظًا على الإنصاف التاريخي واحترام مسيرة العمل المؤسسي.
وأوضح العنزي أن الإيحاء بأن “النبض مختلف” أو أن “الكشفية استعادت لغتها الأصيلة” يحمل في طياته انتقاصًا غير مبرر لمراحل سابقة قادها رجال كان لهم أثر بالغ في خدمة الحركة الكشفية العربية، مؤكدًا أن تاريخًا حافلًا بالعمل والإنجاز لا يمكن اختزاله في عبارات عابرة أو توصيفات إنشائية.
وأضاف أن الحديث عن “مرحلة تُكتب بالفعل لا بالحبر” يوحي، بشكل غير مباشر، بأن ما سبقها كان مجرد شعارات، وهو توصيف لا يستقيم مع الوقائع ولا مع ما سجّله التاريخ من جهود موثقة وأعمال ملموسة. كما أشار إلى أن القيم الكشفية لم تكن يومًا غائبة حتى يُقال إنها تُعاد، بل هي راسخة ومتوارثة بين الأجيال، لا تُحتكر ولا تُنسب لمرحلة دون أخرى.
وتوقف (العنزي) عند عبارات مثل “عودة الكشافة إلى منبعها”، معتبرًا إياها توصيفات فضفاضة تفتقر إلى التحديد، متسائلًا عمّا إذا كانت الكشافة قد غادرت يومًا قيمها ومنابعها حتى يُقال إنها تعود إليها.
وأشار إلى أن إثارة الجدل حول تعيين المستشارين في مراحل سابقة، ثم القبول بتوسيع الدائرة لاحقًا، يطرح تساؤلات مشروعة حول ثبات المواقف والمعايير، مؤكدًا أن المبادئ لا تُقاس بالأرقام، بل تُصان بالمواقف.
واختتم (العنزي) حديثه بالتأكيد على أن أعضاء اللجان السابقة معروفون بتاريخهم ومواقفهم، وأنهم خدموا الحركة الكشفية العربية باستقلالية وصدق، داعيًا إلى خطاب مسؤول يحترم التراكم، ويعزز وحدة الصف، ويبتعد عن كل ما من شأنه تشويه التاريخ أو إقصاء الجهود، مشددًا على أن النجاح الحقيقي هو ذاك الذي يُبنى على الاعتراف بالجميع لا إلغاء بعضهم.





