في تقرير حديث حول الصحة النفسية في السعودية، برزت مجموعة من المؤشرات التي تعكس واقع الاضطرابات النفسية ومستوى الوعي وطرق الحصول على الدعم. وأظهرت الرسوم الإحصائية الصادرة عن وزارة الصحة ارتفاعًا ملحوظًا في الانفتاح على العلاج النفسي، حيث بلغت نسبة النساء المنفتحات على تلقي العلاج 83.8%، مقابل 16.2% من الرجال، في دلالة على تطور النظرة المجتمعية تجاه العلاج النفسي.
كما بيّن التقرير وجود تفاوت واضح بين الذكور والإناث في استخدام تطبيقات الصحة النفسية؛ إذ تظهر البيانات أن النساء يستخدمن هذه التطبيقات بما يقارب خمسة أضعاف مقارنة بالرجال، سواء تلك المتعلقة بالاكتئاب والقلق أو الخاصة بالحصول على استشارات نفسية رقمية.
وأوضحت الإحصاءات المتعلقة بالاضطرابات النفسية حسب الفئات العمرية والمدن فروقات ملحوظة، حيث سُجِّلت أعلى النسب لدى الفئة العمرية من 15 إلى 24 عامًا، تليها فئة 25 إلى 34 عامًا، فيما انخفضت المعدلات لدى الفئات الأكبر سنًا. كما كشفت البيانات اختلاف مستويات انتشار الاضطرابات بين المدن، مع ارتفاعها في بعض المناطق مقارنة بأخرى.
ومن جانب آخر، أوضح التقرير ضمن التعاون القائم بين وزارة الصحة وتطبيق لَبّيه المخصّص لتقديم الاستشارات النفسية وجود تطابق واضح بين معدلات انتشار الاضطرابات النفسية وأكثر أسباب الاستشارات المقدمة عبر المنصة. وقد برزت اضطرابات القلق والاكتئاب والرهاب الاجتماعي كأكثر المشكلات طلبًا للاستشارة، مما يعكس شيوعها وتزايد الحاجة إلى خدمات دعم نفسي ميسّرة.
وتشير هذه المؤشرات مجتمعةً إلى أن الصحة النفسية باتت محور اهتمام متصاعد، وأن الاعتماد على التطبيقات الرقمية في العلاج والدعم يشهد نموًا ملحوظًا، مع استمرار الحاجة إلى تعزيز الوعي وتطوير خدمات تلائم مختلف الفئات وتسد الفجوات القائمة في منظومة الدعم النفسي.
إعداد الطالبات :
ليان نايف العجلان – نوف محمد ابانمي
نوره عبدالعزيز السالم – لمى شبلان
– الجوهره نايف الهزاع





