يقول الفيلسوف جورج سانتايانا: الطفل الذي اقتصر تعليمه على المدرسة هو طفل لم يتعلم.
وقال أيضاً: العائلة أحد روائع الطبيعة.
فإذا ما أراد الإنسان أن يتحصل على دهشة الإبداع، فليشيد قواعد الثقة، وأعمدة العزيمة بمد جوانب التجربة والمحاولة لدى الأطفال.
من هنا قالوا عن الإبداع: هو إيجاد الشيء من لا شيء، وكذلك الخروج عن المألوف في آلية اقتطاف ثماره.
فالإبداع لم يخلق لفئة معينة من الناس دون سواهم، فالمواهب تتزايد بين أيدينا إذا أردنا ذلك باستمرار.
فكل إنسان بين يديه ملكة خاصة يتوجب عليه العناية بها وتشجيعها.. ليصنع من الريشة لوناً، ومن البذرة قمحة، ومن المقص فستاناً، ومن الرمل بيتاً شامخاً، وهكذا يقتطف العنب والرمان يا أحبتي.
والسؤال هُنا يطرح نفسه:
ما حال التشجيع الذي تحصلت عليه الآن لو أخذته في مقتبل عمرك؟
وما انعكاساته عليك وعلى محيطك من أسرة ومنطقة وأصدقاء؟
نعم، هكذا سخر الله الكون العجيب بين يدي الإنسان، وعليه أن يتصدر محيطه، ويكتشف القدرة المميزة فيه ليرسمها لوحة فنية بديعة لكل البشر..
فانظر إلى الفشل على أنه بداية التجربة، وانظر إلى التجربة على أنها قوة النجاح، وانظر إلى النجاح على أنه غاية الانتصار.
لذا، أنت المعلم الأول لطفلك.. فلكل إبداع نهضة لا تموت، ونحن من يبثها فيهم بأزهار التشجيع وعطر التحفيز، وعدم الانحياز لأشواك التثبيط وحنظل المرضى..
وكذلك إظهارهم بصورة جميلة وبارعة، وعلينا أيضاً تبني كل موهبة محيطة دون تنصلٍ أو تسويفٍ بإطلاق الشذى للهواء لتتمايل على إثره النخيل و وريقات الريحان.
من هُنا يعجز اللسان في تبيان جمالك.. فكلام الدار أولى من الجوار يا طفلتي الرسامة فطايم
فإلى عين الطفولة وشمس الحياة، وإلى معنى الوجود ابنتي فاطمة أزف هذه البشرى لتفوقكِ الدراسي ونجاحكِ:
أجاري القمر بروح السهر
فهب النسيم بقلـب الشجـر
تغـار النجوم تحوم الغيوم
كطـير يطيـر بجنح السحـر
أيا نخلتي أيا دوحتي
هلموا لنرقص طين المطر