يوجد أناس ” إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ” ، لا يبالون كثيراً بتعقيدات الحياة من حولهم ، بل أنزلوها قدرها وحجمها الطبيعي ، تراهم يعيشون ببساطة متناهية يغلبهم الهدوء والسكون في كل تعاملاتهم ، لا يكترثون كثيرا للصخب من حوله ، لسان حالهم الحمد الله لكل حال .
قبل أيام كنت في نقاش مع مجموعة من الصديقات حول إزعاج الواتس أب وكثرة المحادثات في المجموعات ، فردت واحدة من الحاضرات ، نحن من يمنح تلك المواقف قيمة عليا وأهمية كبيرة تفوق حجم الحدث مما يجعلنا في قلق مستمر ، بإمكانكم أن تكونوا في المجموعة و تأخذون ما يروق لك ، وتتركون ما لا يروق لكم ، دون أن تنصبوا ذواتكم موقف المحاسبية، أو حكام تفندوا المشاركات أو تحذروا من تسول له نفسه وضع مادة ما في وقت لا يناسبكم أحيانا ، خذوا الأمور ببساطة وتؤدة ، وإلا فأنكم ستتأذون أيما أذى .
ولذا إذا وهبك الله شخص قريب منك يتمتع بالحكمة والرشد والنضج العاطفي ، فستراه يتعاطى الموضوعات باتزان عاطفي ، وجودة وضع الأمور في نصابها ، يمنحك دروساً للحياة بسلاسة ولطف وتواضع .
الضفة الأخرى من الحياة متنفس ساكن للضوضاء من حولك ، يعيشه أفراد ممتلئون بالرضا والسلام الداخلي ، يعملون وبطموح ولكن بهدوء، ابتساماتهم تعلو محياهم النظر ، تعجب كثيرا منهم ، ولربما تتساءل هل هو فطري أم تدريب وتمرس!!
سكان هذه الضفة محسنون مع الله ، ومع ذواتهم ، ومع كل ما يتصل بهم ، لذا هم إذا حلت بهم النازلة ، لا يتوسعون في الحديث عنهم ، بل لهم أحاديثهم الخاصة مع الله وصدق لجأ ومناجاة ، ولا تكاد تعرف عنهم شيئا سوى كلمات الثناء والتمجيد للوهاب على عطاياه لهم .
صمتهم في لجة حديث من حولهم يمنحهم جمال ، وقوة استبصار له في كل شيء ، تتذوق معهم عذب اللفظ ،ولطيف المعشر ، وذوق ورقي التعامل مع الجميع ، في الحقيقية هم استثنائيون ، بل وعلامة فارقة لكل من يعرفهم .
لذا الحياة تقول لهم نعم ، لأنهم فعلياً هم محبون لها ، ويقبلون بأنفاس طيبة ، يتعاونون ويتكاملون معك ، حتى ولو لم يعرفونك ، لأن ديدنهم الأصل في الحياة الخير ، و يعتقدون جيداً أنهم بخير ، وأنت أيضا بخير ، والله رب الخير .
قلوبهم خضراء ، متوشحه بالحب ، صادقون ، يعرفون الإحسان جيداً ، متفائلون ، مبدعون ، منجزون ، قيمهم العليا في الحياة الحب والجمال والسلام ، سيماهم في وجوهم من دماثة الأخلاق ، لله درهم ، وأكثر الله سوادهم في حياتنا ، هؤلاء هم سكان الضفة الأخرى من الحياة .
كتابنا
> على الضفة الأخرى من الحياة …
على الضفة الأخرى من الحياة …
20/12/2017 12:50 م
على الضفة الأخرى من الحياة …
لا يوجد وسوم
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/33489/