الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد ابن عبدالله و على آله و صحبه أجمعين ، أما بعد :
في حياة الأمم أيام خالدة لا تمحوها السنون ، و شخصيات تظل محفورة في ذاكرة التاريخ فتتذكرها الأجيال بكل فخر و اعتزاز ، لما تركته من بصمات صنعت أمجادا باقية ، و يأتي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ابن عبدالعزيز آل سعود يحفظه الله علامة فارقة ، و شخصية فذة ، و قيادة حكيمة فأخلص لشعبه ، وتفانى في توفير الحياة الكريمة له ، واستطاع أن يُغيّر مجرى التاريخ ، و يقود الوطن باقتدار إلى العالمية عبر حزمة من الرؤى الثاقبة و السياسات المتوازنة والإصلاحات الشاملة في قطاعات الدولة كافة مرتكزا في ذلك كله على الثوابت الشرعية المتمثلة في تحكيم الشريعة الإسلامية حيث إن هذه الدولة المباركة منذ أن أسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله تعالى ضربت أنموذجا رائدا في تقرير القيم الفاضلة ، ورعاية الحرمين الشريفين ، و دعم كتاب الله تعالى و سنة نبينا محمد صلّى الله عليه و سلم ، وما الأمر الملكي الكريم بإنشاء مجمع الملك سلمان للحديث الشريف إلا شاهد على استمرار الدولة لما نهجت عليه في خدمة مصادر الشرع الشريف ، و بفضل الله تعالى ثم حنكة قيادتنا الرشيدة شهدنا انتصارا كاسحا على الإرهاب وتجفيف منابعه فكرا و تنظيما وتمويلا فساد الأمن والاستقرار الذيْن يُعدان من أهم المطالب العليّة فلا حياة هادئة هانئة و لا تطور و لا إنتاجية إلا في ظل الأمان والتآلف والتلاحم والوئام و السلام قال الله تعالى : ( الذين آمنوا و لم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن و هم مهتدون ).
و تأتي ذكرى بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ابن عبدالعزيز يحفظه الله و قد نعم الوطن بقفزات نوعية ، وإصلاحات هيكلية ، وإنجازات متفردة ، و طفرة تنموية ، وخطوات متسارعة نحو آفاق التميز و الصدارة ، و تحقق ذلك من خلال حزمة من الأوامر الملكية المتنوعة التي ارتكزت على إنشاء أجهزة حكومية جديدة ، و تعيين كفاءات شابة في المناصب القيادية العليا وكل ذلك عكس الرغبة الدؤوبة في التطوير والإصلاح ، و تحقيق التنمية المستديمة ، والرفاه المعيشي وفق منظومة تناغمية بين الأصالة والمعاصرة انبثقت من رؤية 2030، وأثمر ذلك عن تحديث بعض الأنظمة بما يواكب متطلبات المرحلة ، و اتساع شبكات الطرق ، والتوسع في إنشاء المستشفيات ، و استحداث بعض الأندية التي تلبي احتياجات بعض الفئات و تربط الأجيال بتراثهم كإنشاء نادي الإبل و نادي الصقور ، وغدت المملكة تُمثّل أكبر قوة اقتصادية في منطقة الشرق الأوسط عبر استراتيجية تعتمد على تنويع مصادر الدخل عن طريق تعزيز دور القطاع الخاص واستقطاب رؤوس الأموال الأجنبية لدعم الاستثمارات ، و كان الوطن على موعد مع مرحلة مهمة أكدت على محاربة الفساد بأشكاله المختلفة ، و العمل الجاد لتكريس مبادئ النزاهة و الشفافية ، حفاظا على المصالح العليا و الحقوق العامة و في ذلك امتثال لحديث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم : ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده ، و المؤمن من أمنه الناس على دمائهم و أموالهم ). أخرجه الإمام الترمذي.
و قد حظي قطاع التعليم بعنايته و مؤازرته المعنوية والحسية ، باعتباره مرتكزا في بناء الإنسان ، و أصلا أصيلا في الاستثمار البشري ، فشهدنا جميعا تحولات كبيرة نوعا وكما حيث خصصت حكومتنا الرشيدة ميزانيات كبيرة تتزايد عاما بعد عام ، للإنفاق على إنشاء المباني المدرسية والتخلص من المباني المستأجرة ، و عملت وزارة التعليم على دعم المبادرات و البرامج التربوية و التعليمية من أجل بناء أجيال قادرة على التعامل الاحترافي مع متطلبات العصر ومواكبة مهارات القرن الواحد والعشرين ، و بفضل الله تعالى ثم وقفة قيادتنا الرشيدة تحققت جملة من الإنجازات على الأصعدة المحلية و الإقليمية و الدولية مما أثبت كفاءة نظامنا التعليمي .
و بهذه المناسبة نجدد الولاء لخادم الحرمين الشريفين ونجدد العهد بأن نكون يدا واحدة و صفا متلاحما في السمع والطاعة لقيادتنا وبذل قصارى الجهد في رسم خارطة التميز للوطن لتكون راياته خفاقة في كل محفل .
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين و متعه بالصحة و العافية و أسبغ عليه نعمه الظاهرة و الباطنة ، و حفظ وطننا من كل سوء.
كتابنا
> ذكرى بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود
ذكرى بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود
20/12/2017 12:50 م
ذكرى بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود
لا يوجد وسوم
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/33585/