في مختلف التجارب والمواقف التي مرت بنا ، والتي من خلالها عاشرنا اطياف مختلفة من البشر ، وفي مختلف مجالات الحياة ، وفي كافة الاماكن والمواقف ، ايقنت أن الأنقياء لا يتغيرون ابداً حتى وأن اشتدت بهم الظروف او ألمت بهم الكرب ، فدائماً تصقل المواقف المعدن الأصيل .
ولن ننكر أن طموح كل منا في الحياة أن يعاشر ذلك النقي الأصيل ، وأن يشد عضده به ، فنحن مدركون تماماً أن الصديق الحقيقي هو مطلب الجميع .
ولعل تلك التجارب الموجعة جعلتنا اكثر تأنياً وبحثاً عن الذين نريد قربهم ، ليكونوا سنداً وعوناً لنا ، فالحياة التي تخلو من صديق صدوق هي حياة خالية وتكدرها الشوائب .
ولن اكون مبالغاً اذا قلت أن العشرة الممتدة لسنين لا يمكن أن تهزها مواقف عابرة ، او لحظات اختلاف وقتية فالصداقة القوية والأخوة الحقة تزيدها السنوات تماسكاً وثبات .
ولا زلنا نشيد بصداقات ممتدة لسنين لم يفرقها بعد او يؤثر عليها زمان ، وكما قلنا الأنقياء لا يتغيرون .
واليقين أن هناك اصدقاء غدو اخوة بنبل مواقفهم ، وطيب معشرهم بل أكدت مواقف الحياة أن رابطتهم تجاوزت رابطة الدم ، لتصل لرابطة الروح وتكون هي الفيصل في البقاء والتواصل .
فلا جدوى من صديق لا يشاركك حياتك وينهض بك ويدعم وجودك ويكون بقربك ، ولا نفع من مصالح تقرب، ولكنها لا تجدي في الشدائد ، ولا حاجة لقائمة طويلة تظن أنك تملكها وفِي وقت الحاجة تتقلص لما دون طموحك.
أنا متيقن أنه كما في مختلف نظرتك للأشياء حولك ترغب بالكيف لا الكم ، فتطبيق ذلك مع من حولك أجدى ، فأنت تحتاج عتادهم لا عددهم وتريد منهم يقينهم بك لا تلميعهم لك .
تجربة الأصدقاء وبلورة مواقفهم تحتاج صفحات من البوح قد تصل بي لكتاب أرصد به هذا الواقع وأثبت فيه تلك المواقف لكنني اجزم أن الحياة صديق يسمو بك ويرفعك ويكون لك ومعك . فليست كل الصفحات تتسع للبوح خاصة ما كان مؤلمًا منها .
أتجنب في كل ذاكرة جحد او نكران أحد حتى وأن كان النكران سمة بعضهم ، فأنا مؤمن أن الحياة ستهبني ما فقدت ، وتعلمني ما جهلت والأهم أن أظل متمسكاً بيقيني أن أصدقائي كثر ، متى ما جمعنا النقاء فالأنقياء لا يتغيرون .
كتابنا
> الأنقياء لا يتغيرون
الأنقياء لا يتغيرون
14/01/2018 12:50 م
الأنقياء لا يتغيرون
لا يوجد وسوم
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/36240/
التعليقات 2
2 pings
يوسف السهيو
15/01/2018 في 12:38 م[3] رابط التعليق
كتبت فأفهمت و منحت الفكرة و أجزلت كلمات من نور يا أستاذ سامي الجاسم
خالد الهويش
15/01/2018 في 7:29 م[3] رابط التعليق
مقال جميل وبالصميم امتداد للمقالات الجميله السابقه
سلمت انامالك