حالة وفاة جديدة لمواطن سبعيني، داخل مستشفى “الثغر” بجدة، أثارت جدلاً واسعاً، وجددت الحديث عن الإهمال الطبي ببعض المستشفيات، ونقص الخدمات والتخصصات المختلفة.
تفاصيل القصة، بدأت عندما نُقل المريض محمد مسعود عسيري إلى مستشفى الثغر بجدة، عن طريق الهلال الأحمر، وكانت حالته غير مستقرة أثناء وصوله لطوارئ مستشفى الثغر، وكان يعاني من تسمم جرثومي، وفشل في الجهاز التنفسي، وفي معظم وظائف الجسم الداخلية، حسب “المدينة”.
عدم توافر التخصص المطلوب
وتم على الفور تقديم العلاج اللازم، وإدخاله العناية المركزة بالطوارئ، ونظراً لعدم توافر التخصص المطلوب، وتعذر إمكانية تقديم العلاج للحالة داخل المستشفى – تم وضع المريض على الفور في برنامج «إحالتي»؛ لاستكمال علاجه، وهو برنامج تقدمه وزارة الصحة لتحويل المرضى من مستشفى إلى آخر إلكترونياً، وبناءً على تقرير مفصل عن الحالة من قِبل الطبيب المختص.
داخل العناية المركزة
وبينما تؤكد “صحة جدة” أن المريض تم وضعه داخل العناية المركزة، نظراً لتردي حالته الصحية، ينفي سلطان عسيري «ابن المتوفى» مزاعم «صحة جدة» ويؤكد أن والده لم يغادر طوارئ المستشفى، والتي قضى بها 6 أيام، ولم يدخل لغرفة العناية المركزة؛ حيث اعتذر المستشفى بعدم وجود سرير شاغر بالقسم.
لا يوجد غسيل للكلى
وأضاف: «ولتوالي الاعتذارات وتكرار كلمة «لا يوجد» طالبنا منذ اليوم الأول كون المستشفى ليس لدية إمكانات – وفقاً للأطباء المتواجدين – بنقله إلى مستشفى آخر».
وقال الابن: إن والده احتاج إلى غسيل للكلى وإن المستشفى، الذي لا يملك جهازاً لغسيل الكلى، طالب الأسرة بإحضار جهاز غسيل إن كان لديهم ذلك. ويضيف: نتيجة للإهمال والتقصير توفي والدي.. إلا أنه ظهرت على السطح مشكلة أخرى؛ حيث إن ثلاجة الموتى معطلة؛ ولذا تم نقله إلى مستشفى الملك عبدالعزيز.
شرط التنازل عن الشكوى
وأكد أنه أثناء الدفن تلقى اتصالا من مستشفى الثغر يطالبه بالحضور، وحل قضية والده الصحية بنقله؛ شريطة التنازل عن الشكوى المقدمة لوزارة الصحة، وكان ردي: «انتهت مشكلته الصحية بوفاته».
إيجاد سرير بعد وفاته
وفي اليوم التالي أي اليوم الثامن لدخوله المستشفى والثاني لوفاته؛ تلقيت اتصالاً من «الصحة» بأنه تم إيجاد سرير في مستشفى آخر.
وأكد أنهم تقدموا بشكوى لوزارة الصحة، والتي تحركت بعد وفاته، أي بعد فوات الأوان، مطالبين بمحاسبة المقصرين.
أمراضه كثيرة
لكن المثير في الأمر أن الشؤون الصحية في جدة بررت على لسان المتحدث الرسمي بصحة جدة، عبدالله الغامدي، الوفاة بكون المواطن في السابعة والسبعين من عمره، وأن «أمراضه كثيرة»، وهو المبرر الذي لم يقنع أسرة المريض، التي اتهمت المستشفى بالإهمال، وقدمت شكوى ضد وزارة الصحة، ومطالبة بمحاسبة المقصرين، مؤكدةً أن «الصحة» اتصلت عليه، وقالت: إن لديهم الآن «سرير شاغر»، ولكن بعد فوات الأوان؛ حيث توفي المريض قبل توفير السرير.