يقدم الكثير منا في علاقاته مع الآخرين الكثير من القرابين لقوة تلك العلاقة من الهدايا فخمة، أو تضييع الكثير من الأوقات لأجل استمرارية الوهم والزيف ، أو بذل سبل أقوى في المجاراة !!
وقد يكون هناك فهم خاطئ في العلاقات مما يجعل الطرف الأقوى يستعبد الطرف الأضعف، ويلغي كرامته أحياناً لأجل سرمدية علاقة واهنة كبيت العنكبوت!
وقد يتصور بعضهم أن العلاقات قيد يستحيل الفكاك منه إلا بالموت، فهم عديمو الحيلة دون أدنى طوق للنجاة !!، مما يزيد الطين بلة، ويزداد معه التعلق، فيجعل الضعيف منهم وحياته رهين وسجين مستسلم، ليس له خيارات للحياة بدونهم !!.
والعلاقات الصحية ، هي العلاقات المتكافئة الفرص والأدوار والحقوق ، كلاً يعرف ماله وماعليه ، ويمارس انسانيته كما يهوى بدون قيود أو شروط ، وتظهر فيها نماء مضطرد وزيادة في التماسك والوحدة والسلام أيضاً .
وتلك العلاقات تنشئ بين الأشخاص المتشابهون في الأنماط والسلوكيات كما قيل ” الطيور على أشكالها تقع “، مما جعل الاندماج أسهل، مع الحفاظ على المسافة بين الطرفين، دون اختراق للخصوصيات أو امتهان للكرامة.
وكلما زاد مستوى الوعي الإنساني لدى الفرد، كلما عرف وبشكل جيد من يصحب وبأسلوب ذكي وتعبد لله في تلك العلاقة ، لذا فهم ينجحون بأقل فرص تعثر !.
وعلينا أن نعي أن الفرد قليل بنفسه كثير بأخوانه ، فلابد له من العلاقات ، ولأن الإنسان كائن اجتماعي ، فهو يعي أن العلاقات مهمة وتقويه للحياة ، ومن خلالها يتشارك النجاح والفرص الجميلة ، ومنها أيضاً إعمار للأرض ، مدركاً أهمية عظمى وهي تقديره لذاته ، وقيمته كذلك ، لذا فهو يحظى بالاحترام من الآخرين والتي تأتي انعكاسا للداخل في مرآة الحياة الكبيرة .
لذلك علينا أن نعي وبشكل جيد، إن اختيار الإخلاء والشركاء ليست سهلة سهولة الابتسامات العابرة ، والخدمات المقدمة والتسهيلات ، وإنما هي تأني وتريث ، واستجابة لصدق الأرواح والتي هي من روح الله، وحينها تشعر فعلاً أنك في الطريق الصحيح .
لذا أسال الباري أن يسخر لك الصالح من أمرك كله ، بما فيه تلك العلاقة ، وأن يقيض لك خيرها كما تحب ، وبها تسمو تنجح ، وأن يجعل فيها الخير الكثير ” الإخلاء بعضهم يومئذ لبعض عدو إلا المتقين ” 67 الزخرف .
ختاماً أصحب مؤمناً ، تقياً نقياً ، متفائلا منشرح الصدر ، رحيم عطوف ، لا ينتظر قرابينك ليرضى عنك !!
كتابنا
> قرابين العلاقات …!
قرابين العلاقات …!
22/01/2018 12:50 م
قرابين العلاقات …!
لا يوجد وسوم
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/37028/
التعليقات 2
2 pings
مساعد
23/01/2018 في 10:36 ص[3] رابط التعليق
كما جرت العاده في طروحاتك السابقه و اختيارك للمادة الحساسة و التي تواكب الزمان و المكان جميله ما تخطه أناملك لننعم بفائدة ليس لها حد
مودتي ..
خليفة العيادة
23/01/2018 في 8:06 م[3] رابط التعليق
جميل جدا اسال الله جل جلاله ان يثبك ويجعله في ميزان حسناتك