المشاهد لمقبرة “الحصيمة” بعيون الأحساء يقف موقف الحيرة والأسى والحزن والألم على حالها وحال القبور والأموات وذلك منذ زمن ليس بالقريب والتي أكرمتهم تلك المقبرة بالغرق بالمياه وبسقوط أسوارها المتهالكة والتي تم تبديل الجزء الإمامي للواجهة منها فقط على الطراز الحديث لأسوار المقابر وترك الجدران الخلفية لها وبقاءها على بنيانها القديم وعلى حالها المتهالكة والتي سقط منها جانب كبير جداً وعلى مرأى ومباركة من المسؤولين والمعنيين وظهورهم عبر وسائل الإعلام والتعليق على هذه الكارثة المؤلمة على الأهالي والمجتمع بالتنديد لها بالتبريرات المتناقضة والغير منطقية بحجة أنه لم يعرف لديهم سبب تكوين هذه المياه ولا مصدرها حسب حديثهم وأنها قد تكون مياه تكونت من باطن الأرض بدون معرفة المصدر حسب رأيهم والغريب بأنه لم يتم حل هذه المشكلة أو السعي لحلها أو إتخاذ أي إجراءات تذكر حتى يومنا هذا !! فهل هذه المياه كرامة للأموات ؟؟
فلماذا هذا التمادي والإهمال ؟؟!!
والذي شكى وبكى على حاله الكثير من المواطنين عبر النداءات والصرخات والمخاطبات والمكاتبات والمناشدات ورفع الدعاوى وطرق أبواب الجهات المعنية ولا حياة لمن تنادي بل والأدهى والأمر إختلاق الأعذار الواهية والوعود المخدرة والتجاهل ثم التجاهل وبلا مبالاة، أولم تؤتمن أيها المسؤول على تقديم الخدمات والعناية بالمقدرات والأملاك في نطاق مسؤولياتك ؟! فكيف بالأمانة الموكلة إليكم ومعالجة التقصير الذي يسوده منكم التجاهل والإهمال، في ظل ماتوليه مملكتنا الغالية قيادة وحكومة من جل اهتمام وعناية وكل ما فيه صالح الوطن والمواطن، وهذا ماؤتمن عليه كل مسؤول في هذه الدولة المباركة بفضل الله.
وقد أنتقد الأهالي بلدية العيون وأمانة الأحساء لعدم تغيير سور هذه المقبرة كاملاً أو العمل على صيانته على الرغم من تقديم لهم الخطابات والشكاوى عن هذه المشكلة ولضرورة سرعة العمل على حلها، نظراً لقدم السور وتوقعات بسقوط الجزء المتبقي من السور في أي لحظة، وقد تفاجئوا بترك الجهات المعنية هذه المقبرة بهذه الطريقة مما يشكل خطراً على المارة ومرتادي المقبرة، وإهانة لكرامة الأموات، مشيرين في ذات الوقت لضرورة صيانة المقبرة وذلك حفاظاً على سلامة المواطنين، وأضافوا أنهم حاولوا إيصال هذه القضية إلى المعنيين إلا أن محاولاتهم لم تجدي أي نفع ولم تلقى أي اهتمام الا بالتبرير من قبل المسؤولين وبقاء هذه الكارثة على حالها، فأي الصرخات والنداءات التي يمكن ان تحرك الضمير الساكن أو تصل للضمير الحي لينقذ تلك المقبرة إحترام وحفظاً لكرامة الأموات ولمشاعر أهلهم الأحياء فأمواتهم بلا مأوى أمن في مقبرة لاتحمل إلا مجرد الأسم بين مياه ملوثة وأسوار مهدمة وملاذ للكلاب ومجمع للأوساخ أعزكم الله فأي قيمة لمقبرة بهذه المواصفات ؟؟!!
وكما يقال إكرام الميت دفنه وشعار هذه المقبرة إكرام الميت بالغرق.
مع التحية
أمانة الأحساء
بلدية العيون
إمارة الأحساء
أكرموا الموتى وأنقذوا حرمتهم.
