الفوضة التكنولوجية طفرة عارمة بضغطة زر اضاعة وأحرقت روعة وجماليات الخط العربي وفنون الرسوم اليدوية وساهمت في اندثاره، ولايخفى علينا ما للتكنولوجيا من فوائد جمة ولكن يبقى لها ايضاً سلبياتها الكثيرة ومنها قتل روح الخطوط العربية الجميلة بلمساتها الجمالية بشتى أنواعها النسخ والرقعة والكوفية والثلث والفارسي والإجازة والديواني وخط الطغراء أو ( الطرة أو الطغرى ) وغيرها من الخطوط الأخرى والتي حلت مكانها ضغطة زر لتفي بالغرض وبالقضاء على هذا الإرث والأثر الأصيل ولم يعد للمسات الأيادي الإبداعية شأنها في عالم اليوم بتلك القرية الصغيرة الإلكترونية بل وحتى الغالبية ممن لديهم مهارة الكتابة وجمال الخط فقدوا الحس الإبداعي فيه بسبب البرامج الإلكترونية الدخيلة وبعدهم عن ممارسته وانغماسهم مع متطلبات الحداثة، فهل بتنا في معزل عن الحرف والإستخدامات اليدوية بمجرد ضغطة زر وكفى ؟؟!! وهل سنفتقد موروث الفن العربي أم سيُصبِح مجرد تراث !!؟؟
وها نحن لم نزل في طور التحول الإلكتروني في جميع مناحي مؤسسات ومنظمات المجتمع والتي منها منظومة التعليم صانعة الأجيال وأصحاب المواهب والابتكارات والتي ستودع الدراسة والتدارس بإستخدام الأقلام والأوراق وذلك بمجرد الاكتفى بتحريك الأصابع على الألواح الإلكترونية التعليمية، فهل يبقى للخط العربي في التعليم نصيب لهذا الموروث ام يندثر !؟؟ والذي يعد من أهم ما نفخر به من بين فنوننا الإسلامية والعربية، فهو فن عربي إسلامي برع فيه العرب وتفننوا فوصلوا به إلى مرتبة الأصالة وبلغوا في أنواعه وتصميماته وزخارفه درجة العظمة والإبداع، ذلك الخط بفنه الجميل الذي يستهوي كل من يراه واستحوذ على الكثير من الأدباء والشعراء وعبروا وتغنوا بما تكنه نفوسهم من أقوال وأشعار تبين رفعته وعظمة شأنه بين الفنون على مر التاريخ والأزمان، ونذكر منها بعض الأقوال :
قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه : ( الخط الحسن يزيد الحق وضوحاً ) وقوله ( أكرموا أولادكم بالكتابة فإن الكتابة من أهم الأمور وأعظم السرور ) وقوله ( الخط الحسن للإمام جمال وللغني كمال وللفقير مال ) وقوله ( عليكم بحسن الخط فإنه من مفاتيح الرزق )
وقال عبد الرحمن بن خلدون في مقدمته عن الخط: ” إنه صناعة شريفة يتميز بها الإنسان عن غيره، وبها تتأدى الأغراض، لأنها المرتبة الثانية من الدلالة اللغوية “
وقال ياقوت المستعصمي: “الخط هندسة روحانية ظهرت بآلة جسمانية تقوى بالإدمان وتضعف بالترك”
وقال إبراهيم بن محمد الشيباني :
” الخط لسان اليد، وبهجة الضمير، وسفير العقول، وسلاح الفكر، وأنس الإخوان عند الفرقة، ومحادثاتهم على بعد المسافة، ومستودع السر وديوان الأمور “
وقال ابن حماد :
” القلم للكاتب كالسيف للمقاتل “
وقال بعض ملوك اليونان :
” أمر الدين والدنيا فوق شيئين قلم وسيف والسيف تحت القلم “
وقال المأمون الخليفة العباسي :
” لو فاخرتنا الملوك الأعاجم بأمثالها لفاخرناهم بما لنا من أنواع الخط ، يقرأ في كل مكان، ويترجم بكل لسان ، ويوجد مع كل زمان “
وقال فندريس :
” إن جودت قلمك ، جودّت خطك ، وان أهملت قلمك أهملت خطك “
وقال أحد الشعراء :
( كـفى قـلـم الكتاب فخـراً ورفعـة – مـدى الـدهـر أن الله أقـسـم بالـقــلم )
فيا ويحكي من كبسة زر أوهمتِ بأنك تمنحين لنا الراحة وفي باطنكِ سلبتِ منا الكثير فمهلاً فإن غداً لناظرنا لقريب.
كتابنا
> جماليات الخط العربي تندثر !!
جماليات الخط العربي تندثر !!
29/01/2018 12:50 م
جماليات الخط العربي تندثر !!
لا يوجد وسوم
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/37661/