جاء يهودي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.. يتقاضاه ديناً قبل أن يحل الأجل.. فأغلظ عليه اليهودي ..فهمّ به أصحابه فنهاهم فقال اليهودي : كل شيء منه قد عرفته من علامة النبوة ..وبقيت واحدة وهي أن لا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلماً .. فأردت أن أعرفها ثم أسلم اليهودي .
والصبر في شدة المواقف.. مع الحكمة والتعقل يُنبئ عن سمو الأخلاق وأنبل الصفات وأحسنها ..ولا يستطيع مقابلة السيئة بالحسنة إلا صاحب الحظ الطيب من الذين عَرفوا الله حق المعرفة وازداد إيمانهم وعظم على البلاء حِلمهم.
نحن في مجتمع مدني وخليط من الشخصيات المختلفة وقد نتعرض لأذى وظلم وخصام وشدة وجور ..ويعترينا من الغيظ والحزن والضيق ..ما يجعلنا نتصرف بسلوك قد لا يُحمد عقباه .. والشيطان يسوّل لنا ويزيّن لنا فعالنا لاسيما بين الأهل والصحبة
وتأخذنا العزة بالإثم والانتصار للنفس .. والنفس بطبيعتها البشرية تتركز فيها غريزة حب الانتقام والانتصار عند الإساءة.. إلا من رحم الله.. لذلك لابد من التدريب وتقوية الإرادة وهو الجانب الإيماني .. على الصفح والعفو والصبر على الأذى ..واكتساب المودة.. ودفع العداوة ..
( جاء في وصف النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يدفع بالسيئة السيئة .. ولكن يعفو ويغفر ) رواه البخاري
وكذلك كانت صناعة الأنبياء والتابعين لهم .. في حسن الأخلاق والتأدب في القول والفعل . ( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) فصلت
والدفع بالتي هي أحسن ..يجعل من يعاديك ويؤذيك كأنه حبيبك ونصيرك .
يروى عن أحد التابعين أن رجلاً شتمه وقذع عليه في الشتم فرد عليه : إن كنت صادقاً فيما تقول غفر الله لي ..وإن كنت كاذباً فيما تقول غفر الله لك .
وتلك هي حلاوة الإيمان … التي تُسكن القلب طمأنينة وانشراح وتراحم وتلاحم ..
والمجتع المسلم يحتاج إلى مزيد من الحب والصفح والعفووالحلم .. يحتاج إلى الصبر والفضل والإحسان.. حتى يتماسك بنيانه وتقوى روابطه ..
ومن أساء إليك أحسن إليه… ومن ظلمك اعفو عنه.. ومن تكلم فيك سامحه.. ومن قابلك بالإساءة قابله بالحسنة والتمس له العذر ..وكن من الذين قال الله فيهم
( وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) الفرقان
وعليك بالكلمة الطيبة .. حتى لمن أساء إليك .. فإنها تفتح مغاليق القلوب وتلينها .. وتجعلها _كالأرض التي أصابها الغيث بعد جدب شديد .. فأزهرت وأينعت واخضرت جمالاً.
التعليقات 3
3 pings
غمل
27/02/2018 في 12:25 ص[3] رابط التعليق
ماهذا الجمال …♡♡♡
أمل
27/02/2018 في 12:25 ص[3] رابط التعليق
ماهذا الجمال … ♡♡♡ ابداع وتألق
ذوق المعاني
27/02/2018 في 12:27 ص[3] رابط التعليق
وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم
ونحتاج إلى صبر وقراءة في سيرة أفضل الخلق أنبياء الله ورسله والصحباة من بعدهم والسلف الصالح ونحذو حذوهم في مثل هذه الأمور
جزى الله خيرا كاتبتنا على هذا النقال الأكثر من رائع وجعل ذلك في موازين حسناتها يوم أن تلق ربها.