الماء يبحث عن شعيبه ” مثل شعبي ” يتناقلونه آباؤنا منذ زمن بعيد ، ودلالة عن الماء مرن بما فيه الكفاية ، يتخطى الصعاب ، ولا يركن لها ابداً ، لا يستسلم لها ،وبذكاء ودهاء وفطنة يبحث عن مخارج أخرى تجعله ينساب بسلاسة كما يحبها وأعتاد عليها ، وهكذا هم المبدعون ، لا يستسلمون للتحديات بل يركبونها كمطية لتحقيق نجاحات أقوى في المستقبل القريب .
في أحد المالك أراد ملك أن يطلق سراح سجين ، ولكن بدهاء العرب ـ فأتاه وأبلغه أن قد أطلق سراحه وعليه أن يفكر بالطريقة التي سيخرج منها قبيل الفجر !! وإلا سيظل في مكانه ، وخرج منه ، وبات صاحبنا يطرق في الجدران ، وفي الأرض ، وفي الأركان لعله يجد ضالته في المخبأ السري لكنه عجز عن ذلك ، وفي الصباح جاء الملك وتسبقه ضحكاته على السجين وعدم خروجه ، وسأله عن بقاؤه إلى الأن! ، فأجابه أنه لم يعثر حتى هذه الساعة على المخبأ السري ، فرد عليه الملك يا هذا لقد تركنا لك باب السجن مفتوح ، وتركه وقهقهات ضحكاته قد ملأت المكان !! .
وقد تجد فئام كثيرة من الناس هكذا ، حينما تقع في فك التحديات تعلن انهزامها ، واستحالة خروجها منه ، وتعلن إفلاسها مبكراً ، بالرغم من تعدد الحلول البسيطة بين يديه ، لكنه إعتاد على الراحة الفكرية والجسدية ، ثم يشكو الزمان ومن فيه وقلة حظه وندره نجاحه !
يغفل الكثيرون عن الفرص الاستثمارية المتوفرة في عصرنا الحالي ، التي من كثرتها تحتاج فقط منك قرارك السحري ،إلا أنهم يحتفظون بإرث غالي الثمن توارثوه ممن حوله ومن هم على شاكلته ، لذا لن يجربوا ولن يتحركوا قدر أنملة !! خوفاً من التبعات وخروجهم من دائرة ارتياحهم ، والمتمثل بنومهم الطويل ، وخروجهم الكثير ، وإدمانهم لوسائل التواصل الاجتماعي ، وجلسات سهر الأصدقاء حتى بعد بزوغ الفجر ! .
الحياة جميلة جداً وفاتنة لمن يتذوقها بذكاء ، وتذوقها من خلال الوعي بالتعلم والقراءة واستثمار المقروء ، ووجود رسالة روحية تقودك للمكانة التي لطالما كنت تحلم بها .
وكل تحدي تمر به ، فرصة للنمو ، فرصة للانطلاق ، للسعادة ، لاكتشاف المواهب والملكات ، لاستبصار الجمال في حياتك وللحياة من حولك ، ولأن تستمتع بتجربتك الجسدية في الحياة من خلالها .
لا تجعل أيامك متشابهة ، بل أجعلها فرص متنوعة تثمر فيها في كل لحظة ، أجعلها مزدهرة ، فالتحدي رسالته لك أن تأنى وتتعامل بحكمة وسترى عجباً ، لا تستعجل وتحكم عليه من تجاربك السابقة ، بل أترك فرصة أن تعيشه بقدر جديد لا تعرف كنهه البتة .
أجعل عمرك الحقيقي بإنتاجك ، واستثمارك الحقيقي للفرص أمامك ، كن مبدعاً ، كن خلاقاً ، كن مؤمنا قوياً كما يحب الله عنك .
كتابنا
> الماء يبحث عن شعيبه !
الماء يبحث عن شعيبه !
17/03/2018 12:50 م
الماء يبحث عن شعيبه !
لا يوجد وسوم
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/43497/




