حينما شرع الله تعالى الزّواج فإنّما شرعه لتستمرّ تلك العلاقة المقدّسة بين الزوجين وفق ضوابطٍ معيّنة، فغاية الشّرع هو دوام تلك العلاقة واستمرارها ولذلك حرص الإسلام على وضع الحلول المناسبة لأيّ مشكلة قد تظهر بين الزّوجين بوسائل حكيمة، ومن تلك المشاكل مشكلة النّشوز.
قد عُرف النشوز لغة على أنه النفور والارتفاع، أما عند الفقهاء هو خروجُ المرأة عن طاعة زوجها؛ لامتناعها عن أداء الحقوق المقررة له عليها شرعاً ونفورها منه كعدم رغبتها في العيش معه بالمنزل، فالأصل في النشوز أنه لا يجوز شرعاً إن كان بدون سبب شرعي.
إجراءات التقاضي في النشوز تتم بعد تقديم طلب انقياد الزوجة إلى بيت الطاعة من قبل الزوج إلى المحكمة المختصة بعد تعبئة الأوراق اللازمة وأخذ موعد يحدده القاضي.
وفي الموعد المحدد يتم تقديم الدعوى من قبل الزوج سواء مكتوبة أو مشافهة في حضور الزوجة، فتسمع دعوى النشوز من الزوج على زوجته ومطالبته إياها بالرجوع إلى بيت الطاعة، فحينئذ يختلف حكم القاضي في حال ثبوت أن نشوز الزوجة لا مبرر له أو كان هناك سبباً شرعياً لنشوزها، ففي الحالة الأولى يقرر القاضي أن عليها الرجوع إلى بيت الزوجية وإذا رفضت تصبح ناشزاً وتسقط كافة حقوقها الزوجية وبهذا يحكم القاضي.
وإن اعترض أحدهما على الحكم بعد عرضه عليهما يحق له تقديم لائحة اعتراضية إلى محكمة الاستئناف لتدقيقه، ويكون الحكم الصادر منها مكتسب صفة القطعية، فيأخذ الزوج الصك إلى محكمة التنفيذ لاستصدار أمر تنفيذ يتضمن أن على الزوجة الرجوع إلى بيت الزوجية وأنه في حال عدم رجوعها تعتبر ناشز وتسقط عنها جميع حقوقها الزوجية، فلا تجبر على الرجوع لزوجها عملاً بالمادة الخامسة والسبعون من نظام التنفيذ السعودي (لا ينفذ الحكم الصادر على الزوجة بالعودة الى بيت الزوجية اجباراً) حينها ليس لها سوى أن تطلب الخلع.
أما في حال إذ ذكرت الزوجة أسباباً شرعية لنشوزها كعيب في الزوج وأثبتت ذلك فيحكم القاضي بفسخ عقد النكاح بدون عوض.
التعليقات 13
13 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
..
31/03/2018 في 12:56 ص[3] رابط التعليق
مقال رائع جداً سلمت يداك محاميتنا ?
راشد
31/03/2018 في 12:58 ص[3] رابط التعليق
هذا مايليق بإبنة الشيخ واصل فكما قيل هذا الشبل من ذاك الأسد
حسين
31/03/2018 في 1:00 ص[3] رابط التعليق
مقاله رائعه ماشاء الله والجميل ايضاحك لاجراءات التقاضي
أنوار
31/03/2018 في 1:02 ص[3] رابط التعليق
احنا الحريم نحتاج مثل هذي المقالات ونحتاج احد يوعينا بحقوقنا يعطيك العافية استاذة مريم
الدمام
31/03/2018 في 1:04 ص[3] رابط التعليق
احد يعرف كيف ممكن نتواصل مع استاذه مريم عندها ايميل او رقم جوال
محمد الفهيد
31/03/2018 في 3:50 ص[3] رابط التعليق
مرحبا
تفضل اكتب رقمك أو أحد حسابات التواصل الاجتماعي وانا بتواصل معك لتتواصل للاستاذه
محمد الفهيد
رئيس الصحيفة
متضرر
31/03/2018 في 1:06 ص[3] رابط التعليق
الحمدلله ان فيه فئة من النساء بدأن بنشر مقالات تتعلق بوعي نساءنا فكل من هب ودب أرادت ان تخلع زوجها وتتطلق منه اين الوعي اين حقوق الرجل
مها
31/03/2018 في 1:07 ص[3] رابط التعليق
سلمت يدااااكِ حبيبتنااا
حقوقي
31/03/2018 في 1:09 ص[3] رابط التعليق
جزاك الله خير مقال رائع وواضح وعنوان غامض وجذاب مافي شي غريب على طالبات أستاذ عبدالرحمن
عمر
31/03/2018 في 1:15 ص[3] رابط التعليق
احسنتِ بارك الله فيك وبجهودكِ استاذه مريم
عبدالعزيز
31/03/2018 في 10:00 ص[3] رابط التعليق
غموض العنوان ملفت للانتباه
مقال في قمة التميز
فيصل المري
31/03/2018 في 1:09 م[3] رابط التعليق
أبدعتي استاذه مريم
وفقك الله
زائر
01/04/2018 في 12:13 ص[3] رابط التعليق
جميل جداً نشكرك على الإفادة بالتثقيف القانوني ، وفقك الله وسدد خطاك