يُجَسَّدَ الطُّلَاَّبُ السُّعُودِيِّينَ وَالطَّالِبَاتِ فِي غُرْبَة الابتعاث المثل القائل “رُبَ أخٍ لكَ لم تَلده أمك” ، ولا شيء يقربهم من بعضهم الا الدين في المقام الأول ثم المواطنة الصادقة الغيورة، وشعورهم بالتخفيف على بعضهم من لهيب الغربة، والعيش بعيدا عن الوطن والبيت والاسرة، عشت معهم قصص إنسانية، ومواقف رجولية يسجلونها بين بعضهم، وبينهم وبين من يجمعهم معنا الدين والدم واللغة، تجمعهم مجموعات تقنية عامة يتواصلون من خلالها، وأخرى خاصة يتدارسون عبرها
ويؤكد ما أقوله قصة تلك المبتعثة ابنة الوطن التي تعرضت لحادث لمرور لم تفق منه الا على السرير الأبيض وعندها ثلاثة من الأبناء يعيشون معها تودعهم يوميا في مدارسهم ثم تمضى إلى هدفها لكن هذه المرة قدر الله عليها بحادثه ، فتهافت السعوديون طلبه وطالبات على الوقوف معها قلبا وقالبا ، واكتظت غرفتها في المشفى اثناء التنويم بعشرات الزميلات والزملاء يمدون لها يد العون ويواسونها ، قدموا لها ما يملي عليهم دينهم ومواطنتهم الصادقة ، توازعوا أبنائها فتولت كل أسرة شأنهم حسب أعمارهم وحاجتهم ، لم تشعر بالغربة ، وخففوا عليها حجم المعاناة والالم الجسدي
وفي رواية أخرى نمى إلى علمي أن هناك أحد السعوديين المتواجدين هنا في الولايات المتحدة الامريكية ، تعرف على أسرة كويتية قدموا إلى شيكاغو بحثا عن علاج لاحد افراد الاسرة ، فسخر الله لهم ذلك الشاب السعودي ، وبعد التعارف قرر ذلك الشباب التبرع بإحدى كليتيه للمريض ، وخلال فترة وجيزة تم هذا الامر بسرية تامة ورفض رفضا قاطعا أن يظهر ذلك لمن حوله ، وعندما علم البعض طلب منهم ان يبقى هذا الامر سرا لأنه يبتغي به وجه الله سبحانه وتعالى ، وقادني الفضول الصحفي إلى محاولة التواصل مع صاحب النخوة ، لألقاء الضوء على هذه الحالة الإنسانية التي قلما تجدها في هذا الزمن فرفض رفضا قاطعا لكن نورد القصة مبهمة للعبرة ولتأكيد مقولة ” رُبَ أخٍ لكَ لم تَلده أمك”
عشت معهم فترة وجيزة، وعرفت عشرات القصص الإنسانية التي تؤكد انهم يعيشوا أخوة اشقاء قلوبهم محبة لبعض، هناك لقاء اسبوعي يحرص جلهم التواجد فيه، يظهر فيه كل عوامل الاخوة والمحبة، مثل هذا اللقاء أسهم ويسهم في بث الطمأنينة في نفوس الجميع أن كل شخص منهم كلا بإخوانه، فتسمك ايه المبتعث بإخوانك فرُبَ أخٍ لكَ لم تَلده أمك
@m_abulouy




