أي ذكرى تهزني وتوقظ في شوقا إلى ذاك الحبيب ..وإن غاب بجسده فإنه حاضرا في قلبي وفي ذاكرتي لا يغيب
فذاك أبي الذي مضى على رحيله أعوام …مازال يسكن تفاصيل حياتي ..أسمعه حينما ترتفع نداءات الآذان عاليا وهو يكبر ويبتهل …وأحسه رحمة ..كتلك الغيمات المعلقة في سماء الحياة ..والتي تضوع على أثر هطولها ورود الحياة ..
هو ذاك أبي الذي رأيته متدثرا بوشاح أبيض من الصفاء والنقاء القلبي ..وينثر بكلماته عبارات مليئة بالفيض الإيماني الذي لم تدنسه أهواء الحياة …ولا أزكيه على الله .
ومن مثلك أبي حينما توقظ في ذاكرتي كلماتك وإحسانك إلى الناس ..وترتفع بها سيرتك ..كتلك الرياح الباردة التي تهب بين الحين والآخر ..لتملأ النفس سعادة وابتهاج .
فقد كانت له روحا تغامر في شرفها وفي علوها عن متع الحياة ..وهو الذي عاش بين شقين لا يفصلهما ثالث …رضا الله وفي مجملها كانت تنطق كلماته أن الحياة صبر لله وطاعة ..وبين عمله الخيري والاجتماعي والذي شهد له عطاؤه وارتفعت في سمو إنجازاته بعلو فكره وعزيمته وحكمته ..وليس شهاداته .
هو ذاك أبي وإن غاب بجسده فمآثره وأعماله حاضرة لا تغيب ..والتي حرص على أن لا يحدث بها أحدا …ولسان حاله يقول …إن كان العمل لله ارتفع عطاءاً إلى السماء وأضاء أجراً في السماء ..
ومن مثلك أبي حينما توقظ في إحساس العفو والإحسان للغير …فمنك تعلمت أن صمتك حكمة ..حين تضج الأصوات بالحديث دون منفعة ..
وحلمك رحمة تظللني حينما تعصف بي ريح الحياة ..
وعلمك نوراً تجلا أمامي كشجرة ثمارها متدليه أشعره في كل أفعالي ..
وحديثك شهداً مقطراً…تتخلله حكاية تربوية أخلاقية كانت لها صدى في صفاتي .
هو ذاك أبي ..فإن تحدثت عنه وأسهبت …وكتبت ….فالأم جنة والأب رحمة يسكن بين جنباته رحمات
وعزائي لقاؤك في الجنة ..ننعم بها ونسعد فنعم السعادة هي والخيرات .