إشراقات تخرج من محراب المسجد بنور إلهي بديع .. وصوت شجي ملائكي.. يبعث في النفس روحانية إيمانية.. يرتل آيات من سورة مريم وبتدبر عجيب !! يزيد في الخشوع والتأمل لقصص الأنبياء
التي يعقبها لطف خفي وهمس للروح ندي ..
أخذت أسرح بخيالي وأُعمل عقلي مع آيات معجزات
تجعلك تتفكر وتتدبر .. ويزيدك إيماناً وقوةً وثباتاً
لقول الله الحق سبحانه وتعالى .
وقفت أتدبر آياتها أي سورة مريم .. وقد تناثر صداها في أجواء المسجد وكأنها تذكّر … أن البلاء يعقبه فرج والعسر يتبعه يسر ..
ردد الإمام وبصوت ندي خالطه الشجن ( فنادها من تحتها أن لا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا ) ٢٤ مريم
ولنتأمل قليلاً قصة السيدة مريم عليها السلام
وهي في شدة حزنها ورهبتها وإحساسها بالضيق
حين علمت بحملها دون أن يمسها رجل ..ولم تكن بغيا…
بدأت تتخيل كلام الناس عن عذراء تحمل وتلد ..!!
فصارت في قلق واضطراب خالج نفسها ..واعتزلت الناس ..حتى لا يكشف سرها .. وكثر حزنها إلا أن رحمة الله كانت أقرب لها من رحمة مخلوق على وجه الأرض. .. واستسلمت لقضاء الله وتدبيره
وإعجازه في خلق طفل في إحشائها دون مقدمات حمل ..
لكن الله ألطف بها … واستشعرت لضيقها فرجاً
ولنفسها سكوناً وأمناً .. ومالبث أن سمعت صوتاً
يناديها ويرن في أذنها … فبدد الصوت مخاوفها .. وكفّ دموعها .. ونادتها من تحتها ( ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا ) وهو الماء الذي جرى في بقعة جرداء .. ليرحم به ضعفها
ثم نادها ( وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً ) وكلي منه ليعيد لك بعض ما فقدت من قوة وقري عيناً واطمئني قلباً .
واطمأنت نفسها وعاد لها سلامها الداخلي وجعل الله فرجها بنطق وليدها وبراءتها وصدق عفتها ..
إن ألطاف الله ورحماته .. تتجلى حين ينزل البلاء المصحوب ببعض الحزن.. فتتدثر النفس المؤمنة الواثقة بفرج الله …بالصبر والثبات .. لاسيما عند الانكسار في ظلمة اليأس والمصائب .. حتى ترى انبلاج النور في آخر النفق .. وتعلم علم اليقين
( أن النصر مع الصبر ..وأن الفرج مع الكرب ..وأن مع العسر يسرا ) حديث صحيح ..
المكان _ مسجد وضحى بنت راشد الهلال
الزمان _ ليلة من ليالي صلاة التراويح لعام ١٤٣٩ هجري
التعليقات 1
1 pings
ذوق المعاني
26/06/2018 في 2:16 ص[3] رابط التعليق
اللهم إنا نسألك الثبات حتى الممات
كالعادة تتحفنا أختنا الكاتبة بحروفها المليئة بالوقود الإيماني الذي نستقي منه بين حين وآخر
لا حرمك الله الأجر وثبتنا وإياك على الصبر حتى نلقاه