بنخيلها الباسقة وعيونها وعراقة المواقع الأثرية ولمكانتها التاريخية والثقافية الواسعة وما تزخر به من إرث حضاري قديم جذبت بجمالها المنظمة العالمية (يونسكو)
لتنضم كأول مدينة خليجية للمدن الإبداعية العالمية في مجال الحرف اليدوية والفنون الشعبية، التي تضم 47 مدينة في 33 دولة من أنحاء العالم، فالأحساء تتميز بتنوع حرفها وصناعاتها اليدوية وهي تشتهر بحياكة “المشالح” ومنتجات النخيل والصناعات الخشبية والحرق على الجلود ومشغولات المعادن، ونظير ما تتمتع به هذه الواحة من مقومات سياحية متميزة تؤهلها للمنافسة لكي تدخل غمار تجربة سياحية متطورة مع كبريات المراكز السياحية في العالم. فماالذي يمنع!
فالأحساء تعد من أشهر واحات النخيل التي تزخر بعيون المياه العذبة، وهي أكبر واحة نخيل محاطة بالرمال في العالم، حيث تضم أكثر من ثلاث ملايين نخلة منتجة للتمور، الأمر الذي أهلها للمشاركة في المنافسات الدولية لعجائب الدنيا السبع، وإدراجها ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي، فتاريخ الأحساء وعراقتها وكنوزها الأثرية والتاريخية ممتدة إلى الألفية الخامسة قبل الميلاد، تحكي قصص الأصالة والعراقة باعتبارها واحدة من أهم مواطن الاستيطان البشري، فهي حضارة وثقافة متجددة، تطل الأن على العالم بتاريخها المفعم بتراثها الأصيل، فبهذا الحدث الوطني يستلزم من الجميع مضاعفة الجهود لتقديم الأحساء بالشكل الذي يليق بأهميتها كموقع للتراث العالمي، فانتقالها من المحلية إلى العالمية مرحلة غاية في الأهمية وبها كل الشواهد الحضارية التي لا تزال تنبض بكل المعاني السامية، ومما يميز هذه المنطقة عن غيرها من المناطق بأن أهلها يضربون أروع الأمثلة في للإنسانية التي تحمل أنموذج عالمي للتعايش الإنساني والطيبة والكرم، وفي زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للأحساء وصف صاحب السمو الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية وصفاً دقيقاً في كلمة فقال: «واحة نخيل، ينابيع مياه، أرض خضراء، صدق إنسان، وبراءة أطفال، تلك هي الأحساء يا خادم الحرمين. الأحساء الواحة الغناء، أرض الخيرات، وموطن الحضارات، والعلم والعلماء، بها تغنى الشعراء، وتسابقوا في وصف هذه الواحة الحسناء، أرض التجارة والزراعة، أرض الأدب والبلاغة، أرض الكرم والرحابة، أرض الإقدام والشجاعة، أرض الشعر والفصاحة، صدقٌ في الوعد، ووفاء في العهد، أقيمت على أرضها أول صلاة جمعة في الإسلام بعد مسجد المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه، وظل تاريخ الأحساء شاهدًا لها، إنجازات ومواقف مشرفة تتوالى من أبناء هذه المدينة العريقة، وصولًا إلى أن بايع أهلها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- في العام 1331هـ طوعًا على السمع والطاعة، وها هم يا سيدي إلى يومنا هذا يؤكدون في الرخاء والشدة مواقفهم المشرفة العظيمة».
تبقى أن نحافظ على هذا التميز والمكتسب المستحق وجزيل الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان على الدعم السخي لهذه المنطقة لتكون من المدن الإبداعية في العالم، ولصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز على المتابعة والحرص لكل إنجاز من أجل التميز للمنطقة الشرقية والمملكة العربية السعودية و شكرًا صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان نائب أمير المنطقة، والشكر موصول لرجالات الأحساء بقيادة أميرنا المحبوب صاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي.
معاً من أجل الأحساء
بقلم/ عبدالله الزبده
ak.alzebdah@gmail.com