المملكة تحشد أهم العقول في العالم لخدمة الحدث الأبرز عالمياً والذي يقام على أراضيها، وجعلت منه المساحة الكبرى للعمل والابتكار والتطور، فقد حان الوقت الذي يجب أن توظف كل العقول المتميزة محلياً وعالمياً لبناء خدمة ضيوف الرحمن بتقنية تسهم في ارتفاع مستوى الخدمة وتضمن استمرار تطورها وانتقالها لمرحلة جديدة، فالسعودية تعمل على مدار العام لخدمة الحرمين الشريفين بكل اقتدار، ومنذ إعلان إنشاء الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجية والدرونز، ظن البعض أنه ستكون مؤسسة تقنية نخبوية غير مرتبطة بالشارع ومحدودة الانتشار، لكنها خالفت التوقعات ببناء منصة حقيقية للشباب السعودي تدريباً ودعماً وتأهيلاً وتنافسياً فأبرز محورية الاتحاد و دوره المستقبلي، ودخول السعودية لموسوعة غينيس للأرقام القياسية بهاكاثون الحج بتسجيله لـ 2950 مشاركاً دليل على ذلك.
ومعنى كلمة “هاكاثون Hackathon” تعني تجمع الأشخاص المتخصصين في برمجة الكمبيوتر وتطوير البرمجيات وتصميم البرامج وما يشابه ذلك مثل مصممي الجرافيك ومديري المشاريع والتطبيقات الالكترونية، وهي عبارة عن منافسة قائمة على التكنولوجيا، تستمر من يوم إلى 3 أيام، ويعرض عليهم مشكلة والمطلوب حلها، حيث يطلب من المشتركين كتابة البرامج وتصميم حلول أو إنشاء تطبيقات أو حل مشاكل قائمة في إطار زمني محدد، ويتم تقييم المشاركين من حكام متخصصين بالمجال نفسه، بناءً على معايير محددة مثل الإبداع، سهولة الاستخدام، وإمكانية التطبيق، وشملت المنافسة جميع القطاعات المحيطة بموسم الحج وخدماته وتحدياته، بما في ذلك الأغذية والمشروبات، والصحة العامة، والحلول المالية، والمواصلات، وإدارة الحشود، والتحكم في حركة المرور، وترتيبات السفر والإقامة، وإدارة النفايات والمخلفات، والإسكان، وحلول التواصل,
ولهذه المنافسة التي تستضيفها السعودية تأكيداً على حب التميز فالنجاح الحقيقي ليس بتقليد الآخرين بل بالابتكار واختلاق الأفكار وتنميتها، وكون المملكة العربية السعودية قبلة المسلمين وتحت إدارتها المشاعر المقدسة فالتحدي الكبير الذي يواجه المشاركين إيجاد حلول لبقعة صغيرة يتحرك فيها ملايين الحجاج، وأن يضع المتنافسون في الاعتبار أنهم يقومون بعمل إنساني قبل أي شيء مع الفائدة التي ستعود على ملايين الناس من خلال هذا التطبيق.
بقلم عبدالله الزبده
ak.alzebdah@gmail.com